أكد أهمية تحويل البحوث إلى سياسات عملية تعزز الاستدامة

«تريندز» يستعرض دور مراكز الفكر في دعم خطط التنمية المستدامة بمنتدى «دراسات» السابع بمملكة البحرين

د. محمد العلي: «تريندز» قدم تجربة بحثية رائدة وبنى نموذجه الخاص في دعم جهود التنمية المستدامة

أكد مركز تريندز للبحوث والاستشارات، خلال مشاركته في أعمال المنتدى السنوي السابع لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات»، أهمية دور مراكز الفكر في دعم خطط التنمية المستدامة، وضرورة تحويل البحوث والدراسات العلمية إلى سياسات عملية تعزز جهود التنمية المستدامة، إلى جانب الانتقال من التفكير والتحليل إلى إحداث التأثير العملي البناء في مسيرة التنمية العربية الشاملة.
وعُقد منتدى «دراسات» السابع في العاصمة البحرينية المنامة، تحت عنوان «مَجْمَع مراكز البحوث العربية للاستدامة والتنمية»، وبالشراكة مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وشهد مشاركة وحضور معالي أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ومعالي الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وزير المواصلات والاتصالات في مملكة البحرين، ورئيس مجلس أمناء مركز «دراسات»، ونخبة من رؤساء مراكز الفكر والمسؤولين والخبراء العرب.

من المعرفة إلى التأثير
وشارك الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، في الجلسة الأولى من المنتدى، والتي حملت عنوان «مراكز الفكر العربية والتنمية المستدامة.. من المعرفة إلى التأثير»، حيث ركز في مداخلته على محورين، الأول يتعلق بأهمية مراكز الفكر ودورها في دعم خطط التنمية المستدامة، والثاني استعرض تجربة «تريندز» في تعزيز جهود التنمية المستدامة.
وأكد العلي أن الحديث عن أهمية مراكز الفكر والمؤسسات البحثية أصبح من المسلمات منذ سنوات طويلة، حيث تطور دورها من تحليل الظواهر والقضايا المختلفة وتقديم التوصيات بشأن كيفية التعامل معها، إلى استشراف مستقبل هذه الظواهر ومعرفة اتجاهات تطورها، واليوم أصبحت هذه المراكز تشارك في صنع المستقبل من خلال دورها الداعم لصنّاع السياسات في رسم وتطوير استراتيجياتهم المستقبلية في المجالات كافة.

دعم السياسات التنموية
وذكر الدكتور العلي أن مراكز الفكر تبرز اليوم كفاعل أساسي في دعم عملية التنمية المستدامة، وذلك لكونها تمثل جسراً يربط البحث الأكاديمي بصناعة القرار، ويحوّل المعرفة إلى دعم عملي للسياسات التنموية، كما تنهض هذه المراكز الفكرية بمهمة تقديم بدائل قابلة للتنفيذ، لا الاكتفاء بتوصيات نظرية ومنفصلة عن الواقع، مبيناً أنه رغم أهمية الدور البحثي، فإن فاعلية مراكز الفكر تبقى مرهونة بقدرتها على التأثير الإيجابي في السياسات العامة، من خلال تحويل مخرجات الدراسات البحثية إلى برامج وممارسات عملية تتسم بالكفاءة والفاعلية.
وأشار إلى أن صانع القرار اليوم يحتاج إلى رسائل مختصرة بلغة بسيطة تساعده على اتخاذ القرار بسرعة وكفاءة، كما أن بناء الثقة مع الجهات الحكومية وغير الحكومية شرط أساسي لاستدامة التعاون وتحقيق تأثير حقيقي على أرض الواقع، مضيفاً أن الواقع التنموي المعاصر أصبح شديد التعقيد والتنافسية، وهو يحتاج إلى إعادة النظر في أدوات التخطيط وصياغة السياسات، بحيث تركز على أمور عدة، منها تقديم حلول شاملة تتعامل مع الأبعاد المختلفة والمتشابكة لقضية التنمية، وفهم البيئة المحلية والإقليمية والدولية التي تجري في ضمنها عملية التنمية، ومواكبة التطورات العالمية بسياسات واستراتيجيات مرنة قابلة للتكيف مع التغيرات المتسارعة، بالإضافة إلى الاستفادة من الثورة المتسارعة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، ولكن شريطة ألا نكون مستهلكين لهذه التكنولوجيا، بل منتجين لها.

تجربة «تريندز» في دعم التنمية المستدامة
وحول تجربة مركز «تريندز» في تعزيز التنمية المستدامة، أكد الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي للمركز، أنه على مدى أكثر من عقد من الزمن، قدم المركز تجربة بحثية رائدة، وبنى نموذجه الخاص في دعم جهود التنمية المستدامة، من خلال إنتاج البحوث والدراسات الداعمة للتنمية المستدامة، حيث اهتمت البرامج البحثية للمركز بتطوير سياسات داعمة للاستدامة، بما في ذلك دراسات تطوير الاقتصاد الدائري واقتصاد المعرفة، إضافة إلى تنظيم الفعاليات العلمية التي تبحث سبل تعزيز الجهود التنموية، حيث عقد المركز عشرات المؤتمرات والندوات الدولية وورش العمل التي تركز على دعم التنمية القائمة على المعرفة، مع تغطية التحولات التكنولوجية المعززة للاستدامة.
وأضاف أن «تريندز» قدم إسهامات قوية لإنجاح فعاليات دولية مرتبطة بالاستدامة، كما عمل على بناء جسور وشراكات تعزز تبادل خبرات الاستدامة، حيث تمّكن المركز من خلال شراكاته البحثية المنتشرة عالمياً من تقديم العديد من الدراسات الاستشارية التي تستهدف دعم جهود المؤسسات المعنية في تطوير وتحقيق خططها التنموية. كما طور المركز منصات متخصصة لنشر المعرفة المرتبطة بالاستدامة، ومنها منصة «تريندز» للمعرفة التي تركز على نشر المعارف والتوعية بالمستجدات المرتبطة بقضايا التنمية، بالإضافة إلى منصة الذكاء الاصطناعي التي تسهم في تطوير المعرفة حول مستجدات الذكاء الاصطناعي ودوره في دعم التنمية المستدامة، مشيراً إلى استحداث المركز إدارة لدراسات الذكاء الاصطناعي، وبرنامجاً بحثياً مستقلاً للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بوصفه المحرك الأهم للتنمية المستقبلية.

تكريم مركز «تريندز»
وفي سياق متصل، كرم معالي الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، وزير المواصلات والاتصالات في مملكة البحرين، ورئيس مجلس أمناء مركز «دراسات»، مركز «تريندز»، تقديراً لدوره في توظيف المعرفة والبحث العلمي لخدمة جهود التنمية المستدامة. كما بحث وفد «تريندز»، برئاسة الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي للمركز، مجالات التعاون البحثي والمعرفي المشترك مع نخبة من المسؤولين ورؤساء المراكز البحثية والخبراء المشاركين في منتدى «تريندز» السابع.