آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع بهدف إثراء الحياة الثقافية يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل 
abdalmaqsud@hotmail.com

المعلم وبناء شخصية الطالب 
المعلم ليس فقط ناقلاً للمعرفة، بل قدوة حسنة تجسد السلوك السوي، فالمعلم يلعب دورا مهماً في حياة الطالب، لأنه مؤثر ويستطيع بمظهره وأناقته وأسلوبه في الحوار واحتواء الطلاب أن يشكل أخلاق الطالب، من خلال التوجيه، الذي بدوره يبني ثقة الطلاب بالنفس، ويعزز المهارات الاجتماعية والعقلية، ويوفر بيئة آمنة داعمة لهم، مما يساعد الطالب بل الطلاب جميعا على تطوير ذاتهم، وليصبحوا مجموعة فعالة ومنتجة في المجتمع، وذلك عبر فهم الفروقات الفردية، تشجيع التفكير النقدي، وتقديم الدعم النفسي والأكاديمي. 
ومن أهم جوانب مساعدة المعلم في بناء شخصية الطالب، أن يكون قدوة حسنة يقتدي الطلاب بالمعلم في سلوكه، أخلاقه، ومظهره، لذا يجب أن يكون مثالاً يحتذى به في الانضباط والنزاهة. 
يُظهر المعلم السمات التي يريدها في طلابه مثل الوعي العاطفي والقدرة على التكيف، وبناء الثقة بالنفس بقديم المساعدة المناسبة لكل طالب حسب مستواه لتعزيز شعوره بالقدرة على تشجيع الطلاب على التعبير عن آرائهم بحرية وأمان، مما يبني ثقتهم بأنفسهم. 
كما يقدم المعلم لهم الدعم الأكاديمي والنفسي، من خلال توجيه الطلاب نحو أهدافهم التعليمية وتزويدهم بالمعرفة والخبرات، والقيام بدور الاختصاصي النفسي أحياناً، وحل المشكلات وتخطي الأزمات، والاستماع الفعال للطالب وإظهار التعاطف لفهم دوافعه، ودوره في تنمية المهارات الاجتماعية والعقلية، وتطوير المهارات الشخصية والاجتماعية، وتعزيز العمل الجماعي، مما يشجع التفكير النقدي وحوار الأفكار، وتحفيز الطلاب على الاستكشاف، بالإضافة لخلق بيئة إيجابية، ببناء علاقات إيجابية قائمة على الاحترام والثقة والترحيب، وبتوفير بيئة آمنة خالية من التمييز والمضايقات، مما يعزز الصحة النفسية للطلاب. 
ويقوم المعلم أيضا بمراعاة الفروق الفردية، من خلال فهم قدرات واحتياجات كل طالب على حدة وتقديم الدعم المناسب له، حتى يتم تكييف أساليب التدريس لتناسب الجميع، والتعامل مع الطلاب المرضى باحتياطات خاصة. 
خالد عبد المقصود 

حين تتكلّم الذاكرة… ويتشكّل الوعي 
ليست الذاكرة صندوقًا نحفظ فيه الماضي ، كما اعتاد الناس أن يظنوا ، الذاكرة أشبه بمرآة مكسورة ، كل قطعة فيها تعكس وجهًا مختلفًا للحقيقة ، وكل شظية تحمل ظلًّا لشيء عشناه ولم نفهمه بعد ، لذلك حين يعود الإنسان إلى ذكرياته فهو لا يستعيد ما حدث فقط بل يستعيد الطريقة التي فهم بها نفسه في تلك اللحظات . 
وهنا تبدأ الفلسفة عملها، فالفكر لا يولد من اللحظة الحاضرة وحدها بل مما يثيره الماضي من اضطرابات صامتة ، إن الذكريات التي نظن أنّنا تجاوزناها هي نفسها التي تفتح أبواب الأسئلة الكبرى، لماذا تعلّقنا بشيءٍ يبدو عابرًا ؟ لماذا جُرحنا بموقف بسيط ، بينما صمدنا أمام أحداث قاسية ؟ وكيف لذكريات صغيرة بالكاد نذكرها ، أن تغيّر طريقة رؤيتنا للعالم ؟ 
كل هذا يكشف حقيقة أساسية : " الوعي ليس حاضرًا بلا جذور ، بل هو شجرة تنمو من تربة الذاكرة " .  ومن لا يواجه ذاكرته بصدق ، لن يعرف نفسه بصدق، لكن مواجهة الذاكرة ليست سهلة إنها تتطلب شجاعة أن ننظر إلى الجزء الذي هربنا منه طويلاً ، ذلك الطفل الذي خاف ، أو الشاب الذي ضاع ، أو الشخص الذي اختار الصمت حين كان الصراخ واجبًا ، وما إن نواجه هذا الماضي حتى ندرك أن التفكير العميق ليس معرفةً مجردة ، بل إعادة ترتيب لطبقات الروح .  بهذا المعنى الفلسفة لا تفصل بين الماضي والحاضر ، بل تربطهما بخيط واحد : 
كيف أصبحنا نحن… نحن ؟ 
إنها محاولة لفهم كيف تصنعنا التجارب ، وكيف تصوغ الذاكرة حدود وعينا ، وكم من القرارات التي اتخذناها كانت استجابة لشيء لم نعد نذكره، في النهاية لا أحد يستطيع أن يمحو ماضيه لكن كل إنسان يستطيع أن يعيد قراءته، ومن يعيد القراءة يبدأ بالتحرر . 
الصحفي حيدر فليح الشمري

مبادئ الحياة بين الحقيقة والكرامة 
في عالمٍ يمتلئ بالمظاهر اللامعة، يخدعنا كثيرًا ما نراه لأول وهلة، فكم من شيءٍ بدا جميلًا في ظاهره، لكنه في حقيقته ليس إلا شمعة تضيء قليلًا ثم تذوب، أو قنبلة صُنعت للدمار رغم بريقها الخارجي. وبينما تهدم بعض الأمور الإنسان من حيث لا يشعر، يبقى للمعرفة والتعليم الدور الأكبر في البناء والتعمير، فالمعلم يبني الأمم كما تُبنى القلاع، ويزرع القيم كما تزرع الحقول، ولعل من أعظم ما يدركه الإنسان في مسيرة حياته أن العدو الحقيقي هو من يجاملك كذبًا، أما الصديق فهو من يلومك بصدقٍ وحرص. فالنصيحة الصادقة أثمن من المجاملة الخادعة، والكلمة الحكيمة قادرة على إطفاء نار الغضب وتثبيت بيتٍ بُني على المودة والرحمة. 
وتبقى دموع المرأة من أقوى القوى الإنسانية تأثيرًا، فهي لغة صامتة لا يفهمها إلا من ملك قلبًا حيًا. أما زينة الرجال فهي الأدب، وزينة النساء الذهب، وكلٌ يحمل جماله بطريقته الخاصة. ومع هذا، يبقى أعظم الكنوز هو التعلم، فهو الكنز الوحيد الذي يتبع صاحبه حيثما ذهب، ولا يُسرق ولا يُفنى، وقد كُتب لكل إنسان رزقه، لكن هذا لا يعني أن يترك السعي والعمل؛ فالله تعالى وهب الطير رزقه لكنه لم يضعه له في العش، بل جعله يسعى إليه. ومن هنا نفهم أن السعادة ليست فيما نملك أو نفقد، بل في الرضى بما وهبنا الله. 
وتبقى كرامة الإنسان روحه الثانية؛ فإذا فقدها مات مرتين، مرةً جسدًا ومرةً روحا. لذلك، فإن القرار الصائب هو ذاك الذي تُقرّره الكرامة ولو كان موجعًا، وهو ما يجعل الإنسان ثابت المبادئ لا يتنازل عنها مهما ضاق به الحال. فالإنسان يخسر نفسه في اللحظة التي يتخلى فيها عن قيمه، وفي مسيرة التعلم والنضج، نجد أن اثنين لا يتعلمان: المتكبر والمستحي؛ الأول يمنعه غروره، والثاني يمنعه خوفه. بينما العامل والصانع والفنان يمثلون مراتب العمل والإبداع؛ فالعامل يعمل بيده، والصانع يعمل بيده وعقله، أما الفنان فهو من يعمل بيده وعقله وقلبه معًا. 
ويبقى النبأ العظيم الذي سيُسأل عنه الناس جميعًا هو يوم القيامة، ذلك اليوم الذي تُوزن فيه الأعمال وتظهر فيه الحقائق بلا زيف ولا تزويق. 
مهندس سامي الفاضل

كيف تولد القصيدة؟.. انبثاق الينبوع 
الشعر ليس مثل أي كلام، لأنه بناء فني، ومخلوق إبداعي، وكائن حي له حضور متوهج عند من يفهمون اللغة ويشعرون بالأحاسيس ويرون ما لا يراه غيرهم من الذين استهلكتهم الحياة اليومية. 
 الشعر كائن إنساني أصله من السماء ومكانه في الأرض، وحياته من روح الشاعر ونبض قلبه، وهذا المخلوق الملائكي يطير بمن في الأرض فعلاً، مثل عابد ذكر الله بفؤاده قبل لسانه فشعر بأنه يطير، ورأى أنه يرتفع عن هذا الدنيا ويمرح في السماوات. 
وكثيراً ما يسأل الشعراء هذا السؤال: كيف تولد القصيدة؟ وقد عرفت الإجابة عن نفسي فهي تأتي في لحظة يستولي عليَّ فيها الحال، وأرى ما لم أكن أراه، وأنعزل تلقائياً عن كل ما ومن حولي، وتأتيني المعاني كأنها إلقاء من الوحي، فكأن ملاكاً يلهمني ما أقول أو يمليه عليَّ، وأكون مأخوذاً عن الدنيا التي أعيش فيها وفي حالة فناء وانجذاب مثل التي أشعر بها في الصلاة، ففي الصلاة يتجلى الإيمان وتفنى الأكوان وأكون أنا وربي فقط فكأنني لم أعرف بشراً.. 
واللحظات الشعرية التي تأملتها وجدتها تشبه حالتي في الصلاة، وأذكر أنني ظللت يوماً كاملاً في حالة لا أعرف كيف أصفها، ذهلت فيها عن كل شيء ولم يعد يهمني إلا كتابة القصيدة، ولحظة سطوع الشعر تشبه لحظة المخاض سواءً بسواء، فالشاعر لا يفتعل القصيدة بل يخرجها من باطنه. 
وللشاعر العراقي سامي مهدي مقالة أعجبتني بعنوان "عوليس يكتب قصيدة جديدة" يحكي فيها تجربته في كتابة قصيدة "سعادة عوليس" المنشورة في مجلة آفاق عربية، العدد العاشر لسنة ١٩٨٦. 
وفي مقالته المنشورة بمجلة الأقلام العراقية (العدد الخامس- مايو ١٩٨٧) يقول الأستاذ الشاعر سامي مهدي "إن وراء كل قصيدة أكتبها فكرة محددة تبدأ مثل لمع البرق، بفعل مشهد أراه، أو حادث أشهده أو تجربة أعيشها، أو حكاية أسمع بها، أو قضية أفكر فيها، أو قراءةٍ أقرؤها، أو أي شيء من هذا القبيل. 
غير أنني لا أشرع في كتابة القصيدة لحظة أن تلمع فكرتها، وذلك لقناعتي بأنها ستكون فجة وبسيطة إذا ما كتبت، وإنما أَدَعُ هذه الفكرة أياماً وليالي كثيرة أو قليلة حتى تختمر، وتنبثق ذات لحظة انبثاق الينبوع". 
ويؤكد الشاعر سامي مهدي على كلمة "انبثاق الينبوع" ليثبت لنا حقيقة أنه لا يجبر نفسه على كتابة القصيدة وإنما يترك القصيدة تكتب نفسها بقلمه وتستعمل يده في نفس الوقت الذي تستعمل فيه روحه وكيانه، فالروائي يكتب الرواية بعقله وقلبه، أما الشاعر فيكتب قصيدته بكيانه كله. 
إن الفكرة عند سامي مهدي هي التي تختار اللحظة التي تتجسد فيها عبر كلمات وصور وبناء شعري متكامل ومتماسك. 
فالشاعر المتميز لا يكتب قصيدته كما لو أنه يحفر بئر مياه ارتوازية، وإنما ينتظر حتى تتجمع مياه الفكرة في كهوف الباطن، وتشق طريقها وحدها في هدوء وصمت نحو السطح، وتنبثق من لسان الشاعر وقلمه في اللحظة المناسبة. 
ثم إن الشاعر لا يفكر في شيء قبل كتابة القصيدة إلا موضوع القصيدة، فالرجل الذي تبعثره المشاوير وتستهلكه مشاكل العمل لن يكتب قصيدة إلا إذا دخل الجمل في ثقب الإبرة، ولذلك تجد أغلب الشعراء الحقيقيين زُهَّاداً لا يملكون شيئاً ولا يملكهم شيء، وحين تأتيهم فكرة القصيدة لا يفكرون في غيرها ولو انطبقت السماء على الأرض. 
والخلاصة أن الشاعر يفكر في موضوع القصيدة ويقلبه على كافة الوجوه الممكنة ويسبح في تفرعاته ويستقصي دلالات هذا الموضوع، وكل هذا خارج الورق، في الذهن، أو قل في الباطن والخيال، حتى تصبح الومضة عمارة فنية ممتازة وتتحول القطرة البسيطة إلى بحيرة جميلة رائقة وتظهر القصيدة مثل فتاة لطيفة يضفي حضورها بهجة وسعادة. 
حقاً ما أجمل الشعر وما أنبل الشعراء.
حاتم السروي 

الطاقة الهائلة للشباب 
 الشباب في أي أمة هو الطاقة الهائلة، هو القوة المحركة هو الأيد الفتية التي تبني أمجاد البلاد وترفع رايتها .. الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل . 
هذا هو الدرس الأول الذي تعلمناه منذ نعومة اظافرنا ومن الطبيعي أن يأخذ الشباب مكانه ويلعب دوره في المجتمع كل هذه الحقائق هي مسلمات و لا أكون مبالغا إذا قلت إنها ألف ..باء بناء الأمم والحضارات، ولا شك أن التقدم العلمي الهائل والقفزات الحضارية المتلاحقة والمستوى الاقتصادي الرائع في أوروبا لم يكن إلا نتاجا لهذه الحقيقة الواقعة ..حفظوا تلك الألف باء وطبقوها في حياتهم فتفجرت طاقات الشباب وتفتحت عقولهم وتفتحت مواهبهم فشمخت الحضارات وارتفعت الرايات. 
سامي سرحان عضو اتحاد كتاب مصر

في رحاب النور 
نلاحظ هذه الفترة أن الأيام تجري بسرعة كبيرة جدا، وأن الأيام ليس فيها بركة، والعام يلي العام بسرعة غير معهودة حتى صرنا نسمع عن أحداث من زمن فنشك أنها من أيام قليلة مرت، وتسير أيامنا و لا تتوقف، وهنا ينور في العقل نور يسأل ماذا قدمت للحظة الرحيل وترك خلفك الجهد والحلم والطموح، ويسكن الجسد وحيدا لتمر عليه شريط ذكرياته وقصة حياته الطويلة، في لحظة يبقى وحيدا وكل من كانوا حوله يتركونه ليعيشوا حياتهم كما كان يفعل حين يشيع أحدهم. نفسي. 
بماذا ملأ صحيفته في وقت كانت الأحداث تتسارع، يسأل أحدهم هل تركت من خلفي أثر طيب يشفع لي في هذا الموقف المظلم، لابد أن نعمل لهذا اليوم بتكثيف العمل الطيب الخالص من النية الصافية، فلا ضغينة ولا حسد ولا نميمة ولا ضرب تحت الحزام من أجل الحصول على وظيفة أو قطع رزق أحد أو نيل ثروة من خلال أعمال غير شرعية وقانونية. 
هذا الموقف المؤلم يجعلنا نفسي السلام ونحرص على التعامل بشفافية ومحبة، ونحب لغيرنا ما تحبه لأنفسنا، نبتسم في وجوه المكسورين وندعم اليتامى والمحرومين، ننظر للحياة بنظرة مغايرة فيها كل ما يقربنا للنور الذي يضيء لنا الظلمة الموحشة، نقرأ ما نحفظه من الكتاب وننشر الوعي وتدل على الخير ونفعل الطاعات ونبتعد عن المحرمات، صحيح اننا لسنا ملائكة لكن على الأقل نجد من فعل الشر ونبدله بالخير بالشعور بالفقراء والمحتاجين بتلبية احتياجاتهم ما دمنا نستطيع أن نقدم ولو قليل لكي نعيش في رحاب نور أعمالنا الطيبة. 
حمادة الجنايني 

أهمية الكروما في التصوير 
 تعرف الكروما بأنها الشاشة الخضراء أو الزرقاء التي تستخدم في التصوير، ومن ثم تكمن في أنها تسمح بفصل الممثلين أو العناصر عن خلفيتهم الأصلية، وبذلك تسمح للمخرج ومدير التصوير أن يتيح استبدالها بأي خلفيات افتراضية، في حالة تصوير عوالم خيالية، أفق مدينة، خرائط في مرحلة ما بعد الإنتاج ويقوم المونتير بمنتجة الصورة والمقاطع ما يوفر المرونة لإنشاء مشاهد معقدة ومؤثرات بصرية مذهلة بأمان وبتكلفة أقل، ويستخدم في الأفلام، البرامج التلفزيونية، وحتى مكالمات الفيديو، مع استخدام الألوان الخضراء والزرقاء لأنها الأقل تواجداً في لون بشرة الإنسان، كما تُستخدم لإخفاء معدات السلامة أو إضافة تأثيرات سحرية. 
تستخدم الكورما في إنشاء خلفيات افتراضية، كضع الممثلين أمام خلفية خضراء وإضافة عوالم فضائية، مدن، أو أي بيئة أخرى في المونتاج، كما في أفلام الخيال العلمي، والمؤثرات الخاصة والأمان لتصوير انفجارات أو مشاهد خطرة في بيئة آمنة، أو إخفاء أحزمة الأمان والمعدات باستخدام لون الكروما، كما في مشاهد الحركة، عند توقعات الطقس وبرامج الأخبار: عرض الخرائط المتحركة خلف مقدم الأخبار الذي يقف أمام شاشة خضراء أو زرقاء.  بالإضافة لتأثيرات خاصة، عند إنشاء تأثيرات مثل عباءة الإخفاء (مثل في أفلام هاري بوتر) عن طريق جعل جزء من الجسم غير مرئي، كما في إنتاج الألعاب والمحتوى الرقمي: تستخدم بشكل واسع في صناعة الألعاب والفيديوهات على يوتيوب والمنصات الرقمية. 
واختيار اللون الأخضر يعود إلى التباين مع بشرة الإنسان: يسهل فصل هذين اللونين عن لون البشرة والأشياء الأخرى في المشهد، لأن درجات لون البشرة تحتوي على اللون الأحمر مما يقلل تداخلهما، لأن اللون الأخضر بعد اللون المثالي لذلك يتم اختيار اللون (الأخضر أو الأزرق) بناء على الملابس والدعائم لتجنب تداخل الألوان (فإذا كان الممثل يرتدي ملابس خضراء، تستخدم شاشة زرقاء والعكس)، مع تفضيل الأخضر غالباً في الكاميرات الرقمية الحديثة للحصول على صورة نقية. 
معاذ الطيب : مخرج

البنية الكونية للغة والإنسان في كماله اللساني 
لئن كنت قد أشرتُ في مقالي السابق "نقطة انطلاق الكون واللغة والحضارة" إلى القطاع الجنوبي الشرقي من كوكب الأرض بوصفه "الجزء الحقيقي"، فلم أعنِ بذلك أنه الأفضل أو الأسمى على سائر بقاع الأرض، بل قصدتُ كونه المجال الأكثر كثافة في عناصر الوجود: حياةً، ومعادن، وأصواتًا، ولغاتٍ، وطاقاتٍ، وحركاتٍ جيولوجية، وتنوّعًا إنسانيًا، وعمقًا حضاريًا. وهي كثافة تجعل منه – في تقديري – نقطة انطلاق مناسبة لفهم ما أسميه "المعادلة الكونية للغة البشرية". 
يقيني أن الصوت ليس مجرد رموز أو حروف اصطلاحية، بل وحدة طبيعية كونية، تحمل في بنيتها بصمات البيئة والطاقة والوعي الإنساني. وهو، من هذا المنظور، ليس نتاجًا تطوريًا داروينيًا محضًا، بل جزء أصيل من كيان الإنسان، الذي علّمه الله سبحانه وتعالى "الأسماء كلها" منذ اللحظة الأولى، وزوّده بكل قدراته الجسدية والذهنية واللسانية والنفسية، لينشأ "في أحسن تقويم". 
ينطلق مشروعي النوني اللساني من رؤية أساسها أن اللغة بدأت ظاهرةً كونية، لا اجتماعية خالصة، وأن كل نبرة، وكل إيقاع، وكل صوت، إنما يرتبط بالبيئة التي نشأ فيها الإنسان، ويتفاعل مع طاقاتها، ويتشكل في إطارها الطبيعي. 
ومن خلال دراستي المقارنة بين العربية، بوصفها إحدى كبريات اللغات الحية، والدينكاوية، بوصفها كبرى اللغات المحكية في جنوب السودان، تكشّف لي وجود جذور ثلاثية النبر مشتركة، ونظام صوتي إيقاعي متشابك، يربط بين الأصوات والبنية الصوتية الأولى للغة الإنسانية. 
لقد أتاح لي البحث في هذا القطاع الجنوبي الشرقي من الأرض أن ألمس، عن قرب، كيف تتشكّل الأصوات الأولى بوصفها جزءًا متكاملًا من النظام الطبيعي، وكيف تتفاعل مع البيئة والطاقة المحيطة، لا باعتبارها ظواهر اعتباطية، بل كأنساق ذات انتظام داخلي. 
الفهم الذي أسعى إليه هنا لا يقتصر على الدراسة اللغوية في معناها التقني، بل هو محاولة لفهم الإنسان واللغة معًا بوصفهما ظاهرتين كونيتين متكاملتين؛ حيث يغدو الصوت مرآة تعكس طبيعة الإنسان، وامتدادًا لبيئته، وتجليًا لوعيه. 
وبين طيات الأصوات القديمة، تتبدّى اللغة لا كأداة تواصل فحسب، بل كسجلٍّ للوعي البشري، وخزانٍ للطاقة والتاريخ والطبيعة. ومن هذا المنظور، يصبح كل صوت، وكل نبرة، وكل جذر لغوي، نافذة على عالم متكامل، قادر على وصل الإنسان بالكون في علاقة لم تُقرأ بعد على نحو مماثل. 
الباحث : مأمور جوك