الإمارات تؤكد دعمها لأمن السعودية الشقيقة وترفض الزج باسمها في الأحداث الجارية في اليمن
تَوقُعا لصِدامٍ عسكريٍ مع روسيا :
ألمانيا تُعَززُ قُدراتِ جيشِها ليكون جاهزا للحربِ بحلول 2029
بلغت ميزانية الدفاع الألمانية لعام 2026 مستويات قياسية. وبفضل الزيادة الكبيرة في الطلبات، يعيد الجيش الألماني بناء مخزونه من المعدات ببطء ولكن بثبات ليكون «جاهزاً للحرب» بحلول عام 2029. في منتصف ديسمبر، تسلّم وزير الدفاع الاتحادي بوريس بيستوريوس أولى طائرات الهليكوبتر من طراز NH90 Sea Tiger، البالغ عددها 31 طائرة، والتي طلبها من شركة إيرباص عام 2020. وتهدف هذه الطائرات إلى تمكين البحرية الألمانية من مكافحة التهديدات تحت الماء بشكل أفضل.
وصرح الوزير المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، معربًا عن سعادته بتسلّم أول طائرة Sea Tiger: «إننا نجهز جنودنا بوتيرة أسرع من المتوقع بأحدث المعدات المتطورة والمُكيّفة مع الوضع الراهن». وقبل أسبوعين فقط، كان قد أعلن رسميًا عن بدء تشغيل نظام الدفاع الصاروخي Arrow3.
هذا هو جدول أعمال بوريس بيستوريوس الحافل: ففي شتاء هذا العام، يعقد اجتماعات عديدة لتسلم معدات جديدة للجيش الألماني «البوندسفير». وقد بدأ هذا الجهد مع «تغيير الحقبة» الذي أعلنه المستشار السابق أولاف شولتز بعد فترة وجيزة من الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022. وخصص البرلمان حينها 100 مليار يورو. ويستمر الاستثمار حاليًا بميزانية قياسية مُعتمدة لعام 2026، تبلغ 108 مليارات يورو. وقد بدأت هذه الخطوة من قبل حكومة المستشار الجديد فريدريش ميرز، وأصبحت ممكنة بفضل رفع القيود المفروضة على الديون.
تتضمن قائمة المشتريات طائرات استطلاع بدون طيار، ودبابات قتال رئيسية من طراز بوما، وأنظمة رادار فضائية. وبحلول عام 2029، ستكون ألمانيا قد أوفت بالتزامها بتخصيص 3.5% من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري و1.5% للنفقات ذات الصلة.
يقول ثيلو جايجر، من معهد أبحاث سياسات السلام والأمن بجامعة هامبورغ: «يشهد الجنود تحسناً. ورغم أن النقص في الموارد المادية الناجم عن دعم أوكرانيا لم يُسدّ بالكامل بعد، إلا أنه سيُسدّ بفضل العقود الموقعة بالفعل». ويضيف: «أطلقت حكومة أولاف شولتز مشاريع ضخمة بشراء دبابات قتال رئيسية وطائرات مقاتلة من طراز إف-35، غالباً ما تكون أمريكية الصنع. وكان لهذا أثر رمزي قوي تجاه روسيا. أما الآن، فقد أصبحت المشتريات أكثر تنوعاً وأكثر أوروبية. وتتعلم السلطات مع مرور الوقت وتدرك أنها بحاجة إلى مزيد من الاستقلالية عن الولايات المتحدة». ومع ذلك، فإن هذا التوسع الهائل في المشتريات العسكرية يثير انتقادات. في الصحافة، أعرب المؤرخ البريطاني نيال فيرغسون والخبير الاقتصادي موريتز شولاريك، من معهد كيل للاقتصاد العالمي، عن أسفهم لاستمرار اعتماد الجيش على الأنظمة التقليدية التي يديرها البشر على حساب الطائرات المسيّرة، حتى مع خطر امتلاك أسلحة الحرب الماضية بدلاً من أسلحة الحرب القادمة. وكانت برلين قد أعلنت في نوفمبر-تشرين الثاني عن نيتها استثمار 10 مليارات يورو في الطائرات المسيّرة خلال السنوات المقبلة.
ويشير ثيلو غايغر إلى أنه «ليس لدينا أدنى فكرة عن شكل الحروب المستقبلية، خاصة في حال نشوب مواجهة مع روسيا. فالجيش الروسي لا يزال يعتمد بشكل كبير على الآلات. لذلك، نحن بحاجة إلى دبابات، وخاصة لاستبدال تلك التي قدمناها لأوكرانيا». ويرى هذا الخبير أن المفتاح هو التحلي بالمرونة في اقتناء الطائرات المسيّرة، قائلاً: «إنها تتقادم بسرعة. فلماذا نشتريها بكميات كبيرة اليوم إذا كانت ستصبح قديمة في غضون عامين؟». ويعتقد غايغر أن «الهدف هو مساعدة الصناعة على الاستجابة بسرعة والتعاون بشكل أوثق مع الأوكرانيين». وعلى الرغم من تأخرها الطويل، تؤكد السلطات أنها تتعامل مع التهديدات الهجينة بجدية. إضافةً إلى التعديلات التشريعية التي تُسهّل تدمير الطائرات المسيّرة المتطفلة فوق المطارات المدنية، تمّ افتتاح مركز للدفاع ضدّ الطائرات المسيّرة في برلين. ويهدف هذا المركز إلى تسهيل التواصل بين الحكومة الفيدرالية والولايات الست عشرة والجيش الألماني.
بعد مرور ما يقارب أربع سنوات على «التحوّل التاريخي» الذي شهدته ألمانيا في الشؤون العسكرية، يُعدّ التقدّم ملموساً، ولكنه لا يزال غير مكتمل. وقد وضع بوريس بيستوريوس نصب عينيه هدف جعل ألمانيا «جاهزة للحرب» بحلول عام 2029، وهو التاريخ الذي ستكون فيه روسيا، وفقاً للعديد من أجهزة الاستخبارات، قادرة على مهاجمة دولة عضو في حلف شمال الأطلسي.