حصاد الإمارات 2025 .. أقمار صناعية ومهام فضائية طموحة من حزام الكويكبات إلى القمر
إعصارُ دونالد ترامب يٌجبر القوى العالمية على تعديل سياساتها الخارجية و يَجُرها إلى فوضى في النظام الدولي
يتقدم الرئيس الأمريكي بفارق كبير في استطلاع للرأي. ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، وهو حاضر بقوة في كل مكان، فقد كثّف من استفزازاته وتصريحاته غير المتوقعة.
مشادته الكلامية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وخطابه البارز أمام البرلمان الإسرائيلي... وبالطبع، الاستقبال الحافل الذي حظي به فلاديمير بوتين. لا شك أن هناك العديد من الصور اللافتة للنظر من السنة الأولى لولاية دونالد ترامب الثانية. فمنذ تنصيبه، بذل الرئيس الأمريكي قصارى جهده ليظل محط الأنظار. ويشير استطلاعنا، منطقياً، إلى أنه الشخصية الدولية الأكثر تأثيراً في عام 2025، على مستوى جميع الفئات الديموغرافية، بغض النظر عن الانتماء السياسي.
وتوضح لوديفين جيلي، مديرة مرصد أمريكا الشمالية في مؤسسة جان جوريس: «إن سجله حافل بالعنف الشديد، مضموناً وأسلوباً. وكان هذا متوقعاً نظراً لشخصيته وحملته الانتخابية».
وعند عودته، تصدر عناوين الأخبار بتراجعه عن مواقفه بشأن أوكرانيا، وبلغت ذروة ذلك باستقبال فخم لفلاديمير بوتين في ألاسكا. في الواقع، يحتل الرئيس الروسي المرتبة الثانية في تصنيفنا، يليه نظيره الأوكراني. يُشير فريدريك راميل، المتخصص في العلاقات الدولية والمحاضر في معهد العلوم السياسية إلى أن أحد دلائل أهمية هذا الصراع على الأجندة الدبلوماسية لهذا العام هو أن دونالد ترامب يُجبر القوى العالمية على تعديل سياساتها الخارجية. ويضيف: «إنه يستخدم تكتيك الفوضى لكسب الاهتمام وإثارة الضجة، لكن وراء ذلك يكمن مشروع حقيقي لتدمير النظام الدولي». فإلى جانب أوكرانيا، زاد الملياردير من حدة استفزازاته بإعلانه، من بين أمور أخرى، نيته ضم غرينلاند.إعادة تسمية خليج المكسيك إلى «خليج أمريكا» وتحويل غزة إلى « الفرانش ريفييرا «يقول فريدريك راميل: «ترامب يخلط بين الدبلوماسية والتواصل». في الشرق الأوسط، تدخل الرئيس الأمريكي في الحرب بين إسرائيل وحماس. في القدس منتصف أكتوبر، أعلن عن اتفاق لوقف إطلاق النار يتضمن وقف القتال في غزة وعودة الرهائن. جاء ذلك بعد مفاوضات شاقة مع بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يحتل المركز الخامس في استطلاعنا. سيواجه زعيم الدولة اليهودية، الذي أضعفه الصراع الذي حصد أرواح أكثر من 70 ألف شخص، انتخابات برلمانية في عام 2026. في هذا السياق الدبلوماسي المتوتر، شهد عام 2025 أيضًا وفاة البابا فرنسيس - الذي أتاحت جنازته في نهاية أبريل فرصة لتبادل مفاجئ بين ترامب وزيلينسكي - وانتخاب خليفته، ليو الرابع عشر. على الرغم من خطابه عن «السلام العالمي»، فقد كانت بداية حبرية الأمريكي أكثر هدوءًا من بداية حبرية فرنسيس. لقد حجز لنفسه مكانًا ضمن قائمة الشخصيات الدولية الخمس الأبرز لهذا العام بين من هم دون الخامسة والعشرين، ومن هم فوق الستين، ومؤيدي ماكرون والحزب الجمهوري. ووفقًا لفريدريك راميل، فإن العام الماضي، الذي هيمنت عليه أخبار الحروب في أوكرانيا وغزة على الساحة العالمية، «يكشف شيئًا عن وحشية العالم». ويؤكد الباحث قائلًا: «إنه يُشير بشكل ملحوظ إلى عودة الحروب بين الدول، والحروب التي تُشن خارج نطاق القانون الدولي، إن كانت قد اختفت حقًا». في غضون ذلك، تراجعت مكانة أوروبا إلى الخلفية، ولم تُذكر إلا بشكل عابر في أذهان من شملهم استطلاع الرأي الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيسة المفوضية الأوروبية الألمانية أورسولا فون دير لاين. أما بالنسبة لدونالد ترامب، فيراه المراقبون أكثر قوة مما كان عليه خلال ولايته الأولى في واشنطن. وتوضح لوديفين جيلي قائلة: «من عام 2017 إلى عام 2021، أعاقته دائرته المقربة إلى حد ما؛ إذ لم يكن لديه فهم كافٍ لكيفية عمل المؤسسات، كما أنه لم يكن يتمتع بالأغلبية في المحكمة العليا».
قد تُغيّر انتخابات التجديد النصفي، المُقرر إجراؤها في خريف عام 2026، الوضع إذا خسر أغلبيته في مجلس النواب. ويُضيف الخبير: «قد تكون قدرته على التصرّف محدودة، ولكن جزئيًا فقط، لأنه أظهر قدرة على التصرّف باستقلالية عن توجيهات السلطتين التشريعية والقضائية».