رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات لتسوية النزاعات والتحديات في العالم عبر الحوار والحلول الدبلوماسية
الانتخابات الرئاسية تضع ليبيا في مفترق طرق
مازالت الأطراف المتدخلة في الشأن الليبي تشدد على ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد نهاية الشهر المقبل، لفرض السلام في هذا البلد العربي الغارق في العنف والفوضى منذ سنوات عدة.
وبحسب صحف عربية تبقى مآلات هذه الانتخابات إن تمت في موعدها بالفعل في طي المجهول خاصة إذا تمت بالشكل الذي يروج له حالياً البرلمان الليبي وبعض القوى الداخلية والخارجية الأخرى.
طريق مفتوح
من جانبها، أوضحت صحيفة “العرب” اللندنية أن الاستبعاد المحتمل للقائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي ابن العقيد الراحل معمر القذافي، وفق قانون الترشح للرئاسة، يضع شخصيات سياسية جديدة في طريق مفتوح في جولات السباق الرئاسي بالبلاد، على غرار وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا الذي ترشح للانتخابات الرئاسية الليبية.
وبحسب الصحيفة، يجد وزير الداخلية السابق في ليبيا فتحي باشاغا نفسه في “طريق مفتوح” أمام الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في الرابع والعشرين من ديسمبر القادم، في ظل توقعات باستبعاد محتمل لأبرز المرشحين وفي مقدمتهم القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي ابن العقيد الراحل معمر القذافي.
ويرى متابعون للشأن السياسي في ليبيا أن إحالة مفوضية الانتخابات للترشحات إلى القضاء ستقود بالضرورة إلى استبعاد قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر وسيف الإسلام القذافي من السباق الرئاسي، وهو ما يفسح المجال أمام باشاغا ومنافسيه حيث تتواتر الأنباء بشأن إمكانية ترشح محمد أحمد الشريف المحسوب على نظام القذافي ويتوقع مراقبون فوزه في حال ترشحه.
عودة القذافي
وأشارت صحيفة “الشرق الأوسط”، في مقال لعبد الرحمن الراشد، أن ما كان العالم يظنه مستحيلاً أصبح الأكثر احتمالاً، بعودة القذافي إلى الحكم في ليبيا وظهور سيف الإسلام، وسعيه للترشح الرئاسي.
وتساءل الراشد: “هل عودته نتيجة الفشل السياسي واستمرار الحرب الأهلية، أوالفوضى، أوالتقسيم، وانتشار الميليشيات المحلية والمرتزقة الأجانب، وتقاتل القوى الخارجية على تقرير مصير ليبيا؟ وكأن لسان حال الليبيين يقول، إن “كان حكم الــــــقذافي ســــــيئاً فـــــــإن ما تلاه أسوأ».
وأوضح الكاتب أن في “السياسة الأمور نسبية ومتغيرة. وكذلك حال ليبيا، بلد ممزق، بثلاث عواصم، طرابلس وطبرق وبنغازي، وبعشرات الزعامات ورغم كثرة ميليشياته المسلحة، يستورد مقاتلين مرتزقة من الخارج. بلدٌ اليوم بلا أفق لحل سياسي، وبكل أسف، سيدوم الحال بدون توافـــــق ليبي ليبي، وبدون اتفاق القوى الإقليمية والدولية على حل. في هذا الوضع المشتبك والتزاحم على السلطة، ستشعل عودة القذافي الابن المشهد، وستزيده إرباكاً، وعودته قد توسع الحرب أو تنهيها».
ولفت الراشد إلى أن “الليبيين بالتأكيد، يكرهون الحاضر الذين يعيشونه اليوم من وراء ويلات الحرب الأهلية، إنما هذه ليست تذكرة سفر سهلة للعودة بهم للأمس، لما قبل عام 2011.
أيضاً، المجتمع الدولي، بمؤسساته المختلفة، تخيفه صورة القذافي القديم الذي رفضه، مثلما رفض صدام العراق، ويحاصر اليوم خامنئي إيران. وقد يريد القذافي الابن باستنساخه صورة الأب، أن يكون ليبياً خالصاً، أقرب للشعب الليبي، لكن، ومهما قيل، فإن تحسر الناس على عهد ما قبل الثورة لا يعني أنهم يحنون لنفس النظام. الأنظمة الناجحة هي تلك التي تتطلع للمستقبل وتقدم نموذجها الجديد وليس بإعادة تدوير الماضي».