على هامش فعاليات اليوم الثاني من المهرجان العالمي

الشخصيات المشاركة في إشراقات تشيد باهتمام الإمارات بتعزيز التسامح ومشاركة تجربتها مع العالم

الشخصيات المشاركة في إشراقات تشيد باهتمام الإمارات بتعزيز التسامح ومشاركة تجربتها مع العالم

-- أكثر من 9500 خبير ومدرس وطالب شاركوا في أنشطة المهرجان حتى الآن

شهدت فعاليات اليوم الثاني من المهرجان العالمي "إشراقات" الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ومشاركة عدد كبير من الشخصيات البارزة والخبراء على مستوى العالم، إقبالا كبيرا من جانب طلاب المدارس والجامعات والمدرسين وأساتذة الجامعات وأولياء الأمور من الإمارات وعدد كبير من دول العالم، حيث تخطى العدد الذي شارك في أكثر من 21 جلسة وبرنامج وفعالية حاجز 9500 شخص، وما زالت الفعاليات مستمرة إلى اليوم الثالث، وكان الإقبال كبير على جلسة  "التعامل من خلال التفهم " التي أدارها الكاتب فريدريك إمبو، وكذلك جلسة "حوارات شبابية حول دور الطلاب المبتعثين في تعزيز ونشر القيم الإنسانية" التي ضمت عددا كبيرا من الطلاب الإماراتيين والعالمين وأساتذة الجامعات، واتسم فيها الحوار فيها بالثراء والمرونة والتنوع الشديد.

"من التنمر إلى التسامح" رحلة في عقول الطلبة بين المدارس والإنترنت قادها بيري لي كمنقز
   أما جلسة "من التنمر إلى التسامح والتنوع الثقافي" التي أدارها بيري لي كمنقز ، فحصلت على نصيب الأسد من الإقبال الجماهيري في اليوم الثاني من المهرجان، سواء من الطلبة أو من المدرسين وأولياء الأمور ، وانطلق بيري لي بالجميع إلى آفاق رحبة في بحثه عن حلول للتنمر وأثره، وكيفية التعامل معه سواء تجاه المتنِمر أو المُتنَمر عليه، مؤكدا في كلمته أن  إظهار اللطف والإنصاف والصبر من جانب المعلمين وأولياء الأمور أمر حيوي للغاية في التعامل مع هذه الظاهرة والخروج منها إلى آفاق أرحب من التسامح والإيمان بالتنوع.

   وعبر بيري لي عن سعادته بالمشاركة في مهرجان "إشراقات الذي يراه أحد الاحداث الهامة التي تبحث في قيم التسامح والمعرفة، والتربية في آن واحد، وهو امر حيوي للغاية مشيدا بجهود الإمارات العربية المتحدة في تعزيز القيم الإنسانية الراقية وقبول الاختلاف في نفوس الأجيال الجديدة من طلبة المدارس والجامعات، وهي الجهود الت تضمن مستقبلا مشرقا لهذه الأجيال ومجتمعاتها سواء داخل الإمارات أو في مختلف دول العالم، مؤكدا أن الجلسة تعرضت للتنمر كظاهرة لابد ان يمر بها قطاع كبير من الطلبة، وكيفية مواجهتها دون التهويل منها او التهاون في التعامل معها، لأنها بلا شك تؤثر كثيرا على المجتمع المدرسي وعلى الطلبة في آن واحد، ولذا فإن الحكمة هنا تقتضي التعامل العلمي المدروس معها، وهو ما تقدمه الجلسة ببساطة شديدة، مشيدا بتفاعل قطاع كبير من المدرسين وأولياء الأمور مع موضوع قضية التنمر.

وأضاف بيري لي أن انتشار التنمر في الفضاء الرقمي أصبح ظاهرة حاليا، واصبح اكثر تعقيدا وتنوعا باختلاف الأجيال، ولذا اصبح أكثر خطورة وتعقيدا بما يتجاوز التنمر المدرسي على خطورته، ولذا فأشكال التنمر التي يواجهها أطفالنا في مساحة الإنترنت، تفرض على الجميع بما في ذلك  الآباء ومقدموا الرعاية القيام بجهود حقيقية للمساعدة في حماية أطفالنا وتوجيههم.
د. نيك فيرمان: إشراقات يفتح الأبواب أمام خبراء العالم لتعزيز قيم التسامح واحترام الاختلاف.

أكد الدكتور نيك فيرمان من الولايات المتحدة الذي أدار جلسة " الشيء الوحيد الذي يفعله كل المعلمين العظماء" أن تنشئة الأجيال الجديدة على الإقبال على مختلف فروع المعرفة، وتفعيل قدراتهم وإبداعاتهم فيها ، لا يمكن فصله عن غرس مجوعة من القيم والمبادئ في نفوسهم ليكونوا  أكثر استعدادا لمواجهة كافة التحديات، وأكثر إصرارا على النجاح والتميز، وهنا يأتي دور المعلم، والمؤسسات التعليمية بشكل عام، حيث يقع على عاتقها القيام بالأمرين معا، لكي يكون المخرج النهائي لهم إنسان يحترم إنسانيته ويتمتع بالعلم ويقبل على تحصيل المعرفة، وهذا ما يجب أن يعيه كل معلم، كي يقبل طلبته على منهجه بحب وبشغف.

  وعبر فيرمان عن سعادته بالمشاركة في مهرجان إشراقات مثمنا دور وزارة التسامح والتعايش في تعزيز القيم الإنسانية الراقية وفي القلب منها التسامح لدى الأجيال الجديدة على المستوى العالمي، وتركيزها من خلال رسائلها المختلفة على أهمية احترام الاختلاف، والتمتع بالمرونة والتعاطف، مؤكدا أنه يحاول دائما مساعدة المعلمين على دعم قدرات ومهارات الطلاب، من خلال معرفة  المعلم انه من خلال التعليم والتواصل مع الآخر يمكن تسليط الضوء على قوة التعاطف والمرونة في المجتمع، وهو الأمر الذي ينطبق على الجميع ولاسيما الفئات الأولى بالرعاية في المجتمع منهم أصحاب الهمم والأقليات، مؤكدا أن مهرجان إشراقات يفتح الأبواب أمام خبراء العالم لتعزيز قيم التسامح والمرونة والتعاطف واحترام الاختلاف .

فاطمة شرف الدين: غرس التسامح في نفوس الصغار هو رسالة سلام وأمان إلى المستقبل  ومن جانبها أكدت الكاتبة والأديبة فاطمة شرف الدين التي أدارت جلسة "تعلم القبول من خلال التجربة" أن ممارسة التسامح خصوصاً في أوقات كالتي يمر بها العالم حالياً مهم جداً، ويتم اكتساب قيم التسامح منذ الصغر حيث ان الطفل يتعلم القيم من خلال المجتمع الذي يعيش فيه واهمهم الوالدين ثم المعلمين، ويعمل أدب الأطفال كأداة مساعدة على تعزيز هذه القيم من خلال القصص.

وأضافت شرف الدين أن الإمارات تعد أحد أهم الدول التي تسعى لتعزيز التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية ليس محليا فقط وإنما على المستوى العالمي أيضا، وهو الدور الذي يشهد به القاصي والداني، ولعل مهرجان إشراقات وما به من شخصيات عالمية بارزة خير دليل على اهتمام الإمارات بإثراء هذه القيم بخبرات العالم أجمع، مؤكدة ان الانطلاق بالتسامح والتعاطف وقبول الآخر إلى طلاب المدارس هي خطوة موفقة للغاية لأنه غرس ستحصل الإمارات على نتائجه بتشكيل مستقبل باهر لأبنائها.

فريدريك إمبو: "التعامل من خلال التفهم" تطرح الطريق الأسهل للتواصل الإنساني   وقال  المسرحي والكاتب فديريك إمبو الذي أدار جلسة "التعامل - بعيدا عن شخصنة الموضوعات - من خلال التفهم"  أنه سعيد للغاية بالمشاركة في إشراقات، وأن يكون أحد الشخصيات التي تسهم في تعزيز القيم الإنسانية، وتعزيز الطاقات الإيجابية لدي مختلف الفئات، مؤكدا أنه طرح من  خلال الجلسة أهم الأساليب والطرق التي تمكن الإنسان من التعامل مع المشاعر السلبية التي تتولد لديه في مختلف الظروف، إذا أحس أن الحديث يتعلق بصفاته الشخصية وهو الإحساس الذي يحفزه لمهاجمة الآخر دون النظر إلى منطقية الموضوعات التي يتم مناقشتها، ولذا لابد من التحلي بالصبر والتريث قبل الأحكام وهو ما يمكن وصفه بالتفهم لموضوع المتحدث دون شخصنة كلامه، مؤكدا أنه حاول من خلال الجلسة نقل تجربته الشخصية إلى المشاركين عن كيفية تعزيز الثقة بالنفس وقدراتها، وعدم شخصنة الأمور، لأن ذلك يحفز الطاقة الإيجابية لدى الفرد والجماعة .  المبتعثون : سفراء الإمارات  لتعزيز ونشر القيم الإنسانية  وشهدت "جلسة حوارات شبابية: دور الطلاب المبتعثين في تعزيز ونشر القيم الإنسانية" حضورا كثيفا من الطلبة الإماراتيين المبتعثين بالخارج إضافة إلى عدد كبير من الطلاب الدوليين الدارسين بكافة الجامعات الإمارتية،  وكانت الجلسة فرصة مثالية لإجراء حوار واقعي، يطرح العلاقة بين القيم وفي القلب منها التسامح من جهة ، والبحث عن المعرفة والتطور الإبداع من جهة أخرى، كما يطرح القيم الإنسانية ودورها في تفعيل قدرات البشر وتكاملها في مختلف البيئات، وكيف يستثمرها الجميع بشكل إيجابي ، سواء كمبتعثين من دولة الإمارات إلى شتى بقاع العالم بأكثر من 30 جامعة عالمية ،للبحث عن المعرفة والتعليم واكتساب الخبرات، أو كطلبة عالميين جاؤوا من كافة قارات العالم إلى هذا الوطن والتحقوا بحوالي 20 جامعة للأسباب نفسها .

وعبر المشاركون بالجلسة الذين تجاوز عددهم 250 شخصا عن سعادتهم بالحوار المثمر والثري الذي قدم خبرات متنوعة استفد منها الجميع، مثمنين  دور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، العاملين بوزارة التسامح لإتاحة هذه الفرصة وهذا اللقاء،  لكي يطرح كل منهم تجربته وجهة نظره ورؤيته بحرية ، وفق رؤية واضحة تقوم عليها ثقافة وقيم المجتمع الإماراتي، ألا وهي احترام الآخر مهما كانت ثقافته وآراءه، وتقدير التنوع واعتباره ثراء للأمم والمجتمعات، والاستعداد التام للتعاون البناء والمثمر لصالح الجميع.

وركز المشاركون بالجلسة على أن على المبتعث ان يتحلى بصفات "المرونة والحوار والتعاطف، والتواصل، وقبول الآخر ، واحترام الاختلاف" والتي تتكامل فيما بينها لتمثل الشخصية المتسامحة كما يعرفها المجتمع الإماراتي ، وأن ينطلق بها إلى العالم كافة أبنائه والمقيميين على ارضه، لأنها ببساطة يمكنها أن تسهم في تحفيز أي منا كطلبة للعلم والمعرفة لنكون أكثرا إبداعا وابتكارا، وتطورا وإنتاجا.

وأجاب كل منهم عن تجربته الذاتية المتعلقة بكيفية التعامل مع البيئة الذي ابتعث إليها لتلقي العلم وكيف تأثر بها، وما الذي أضافته إليه هذه التجربة بكافة تفاصيلها، حيث تنوعت الإجابات سواء من الطلبة الإماراتيين أو الطلبة الدوليين.

الفارس الصغير يضيء إشراقات بأخلاق التسامح   وعلى هامش المهرجان تم عقد ورشة الفارس الصغير التي شارك بها 500 من طلاب المدارس حيث كانت الورشة تفاعلية نقاشية تتضمن دروس لتعريف الطلاب بمفهوم التسامح وبالمفاتيح الستة لسمات الشخصية المتسامحة وهي: التعاطف، التعارف، الحوار ، حل النزاعات، المرونة، العمل الجماعي وذلك على شكل قصص وأفلام قصيرة تتضمن مواقف تعكس سلوكيات ذات علاقة بالمفاتيح  يتعرف من خلالها على القيم المراد التأكيد عليها في مجال التسامح، كالتنوع، وسلبيات الحكم السريع على الآخرين بشكل مبسط وتفاعلي. تتضمن الورشة أيضاً أنشطة تعليمية لتعريفهم بمظاهر التسامح الفكري والأخلاقي، وآثاره الإيجابية لتنشئة جيل متعلم متسامح قادر على إدراك التنوع الثقافي والتعايش السلمي بشكل متدرج.