دراسة بحثية لـ(تريندز):

جولة ترامب الخليجية 2025 تبرز التحول نحو الشراكات الاقتصادية والتكنولوجية

جولة ترامب الخليجية 2025 تبرز التحول نحو الشراكات الاقتصادية والتكنولوجية

عصر جديد من الدبلوماسية الاقتصادية القائمة على الابتكار


أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات دراسة جديدة باللغة الإنجليزية بعنوان "فن الإدارة الاقتصادية والدبلوماسية التكنولوجية: جولة ترامب الخليجية في 2025"، تناولت الأبعاد الاستراتيجية والاقتصادية لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الخليج في مايو 2025، وذلك بعد خمسة أشهر فقط من عودته إلى البيت الأبيض.
وسلطت الدراسة، التي أعدها الباحث في "تريندز" عبدالله الخاجة، الضوء على الجولة التي شملت كلاً من دولة الإمارات العربية المتحدة والسعودية وقطر، ووصفتها بأنها "تحول نوعي في السياسة الخارجية الأمريكية"، حيث ركزت على الشراكات الاستثمارية الثنائية، والدفاع المشترك، والتعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية، بدلاً من التركيز التقليدي على التحالفات الأمنية وحدها.
وذكرت الدراسة أنه في دولة الإمارات، تم الكشف عن مشروع لبناء أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة، بقدرة 5 غيغاواط، ضمن شراكة بين مجموعة G42  الإماراتية وشركات تكنولوجيا أميركية. كما تم الإعلان عن إطلاق شراكة تسريع ثنائية بين البلدين في مجالات الذكاء الاصطناعي والبنى التحتية الرقمية.
وأضافت الدراسة أنه في السعودية أعلن ترامب عن التوصل إلى اتفاقيات استثمارية بقيمة 600 مليار دولار، شملت أكبر صفقة دفاعية في التاريخ بقيمة 142 مليار دولار، إضافة إلى اتفاقيات ضخمة في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية مع شركات عالمية، مثلNvidia  وAmazon وAMD. كما أُعلن عن نية رفع بعض العقوبات عن سوريا، في خطوة اعتبرها مراقبون بداية لإعادة التموضع الأميركي في المنطقة.
أما في قطر، فقد تم التوقيع على صفقات بقيمة 1.2 تريليون دولار، تضمنت اتفاقاً بارزاً بين الخطوط الجوية القطرية وشركة Boeing، إلى جانب شراكة في الحوسبة الكمية بين شركة Quantinuum الأميركية ومجموعة الربان القطرية.
وأكدت الدراسة أن جولة ترامب عكست تحوّلاً في دور الولايات المتحدة من "راعٍ أمني" إلى "شريك اقتصادي وتقني"، في ظل إعادة صياغة العلاقات مع الخليج ضمن رؤية تقوم على الاعتماد المتبادل والاستثمار في مستقبل الصناعات الرقمية.
وخلصت الدراسة إلى أن هذه الجولة شكلت بداية لـ"عصر جديد من الدبلوماسية الاقتصادية القائمة على الابتكار"، وأن دول الخليج باتت تلعب دوراً محورياً في بلورة مستقبل التكنولوجيا العالمي، في تحالف وثيق مع الولايات المتحدة.