شهر العسل انتهى.. هاريس تواجه تحديات إثبات قدرتها على الرئاسة

شهر العسل انتهى.. هاريس تواجه تحديات إثبات قدرتها على الرئاسة


وجهت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس انتقادات حادة لمنافسها دونالد ترامب خلال خطابها الذي قَبِلَت فيه ترشيح الحزب الديمقراطي لها لخوض انتخابات الرئاسة. وصفت هاريس ترامب بأنه «رجل غير جاد» في العديد من النواحي، مؤكدة أن عواقب عودته إلى البيت الأبيض ستكون «خطيرة للغاية».

وطلبت هاريس من جمهورها «التفكير في القوة التي سيتمتع بها، خاصة بعد أن قضت المحكمة العليا الأمريكية للتو بأنه سيكون محصناً من الملاحقة الجنائية»، وقالت: «تخيلوا دونالد ترامب دون أي قيود، وكيف سيستخدم السلطات الهائلة التي يخولها له منصب رئيس الولايات المتحدة، فإنه لن يستخدمها في تحسين حياتكم، ولا لتعزيز أمننا القومي، ولكن لخدمة العميل الوحيد الذي كان لديه دوماً: نفسه». 

وقالت «لوس أنجلس تايمز» في افتتاحيتها إن «هاريس تحدثت عن «طريق جديد للمضي قدماً؛ ليس كأعضاء في أي حزب أو فصيل، بل كأمريكيين». ولم تركز على حقيقة أن انتخابها يعني ترقية امرأة من أصل أسود وهندي إلى أعلى منصب في البلاد، وهو إنجاز مهم لبلد له تاريخ طويل في استبعاد النساء والأقليات العرقية من السلطة السياسية.

بدء عمل هاريس الشاق
لكن بعد انتهاء المؤتمر الوطني الديمقراطي، بدأ العمل الشاق لهاريس.
وتقول الصحيفة: «عليها أن تفعل أكثر من تكرار انتقاداتها لترامب بأنه غير لائق، فهي بحاجة إلى عرض برنامجها الكامل للشعب الأمريكي وأنها ستفعل المزيد لتحسين حياتهم وسبل عيشهم. وعليها أن تثبت رؤيتها للبلاد وتقنع الناخبين بأنها مستعدة لأن تكون رئيسة لجميع الأمريكيين».
وتابعت «أثبتت هاريس أنها قادرة على هذه المهمة بأدائها القيادي الذي كذّب إدانة ترامب الصبيانية لها باعتبارها (منخفضة الذكاء) وأظهرت الجدية التي يتوقعها الأمريكيون من رئيسهم».
وأشارت الصحيفة إلى أن هاريس كانت حازمة بشكل خاص في وعدها بأنها كقائدة عامة ستضمن أن «تمتلك أمريكا دائماً أقوى قوة قتالية وأكثرها فتكاً في العالم».
وفي انتقاد مستحق لترامب، أضافت: «سأفي بالتزامنا المقدس لرعاية قواتنا وعائلاتهم، وسأحترم دائماً تضحياتهم ولن أستخف بها أبداً».

هاريس وحرب غزة
أما عن حرب غزة، فقالت هاريس: «سأقف دائماً من أجل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وسأضمن دائماً أن تتمتع إسرائيل بالقدرة على الدفاع عن نفسها»، وأشارت إلى أنها والرئيس بايدن «يعملان على مدار الساعة» لتأمين وقف إطلاق النار وعودة الرهائن. 
لكنها قالت أيضاً إن «ما حدث في غزة على مدى الأشهر العشرة الماضية عمل مدمر»، وأضافت بشكل ذي دلالة أنها وبايدن يسعيان إلى نتيجة تسمح للشعب الفلسطيني «بإدراك حقه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير».
وربما لم ترق تصريحاتها إلى ما كان يتمناه بعض الناشطين المناهضين للحرب، لكن إشاراتها إلى حياة الفلسطينيين ذات حساسية خاصة وهو أمر نادر للغاية في واشنطن.

إحياء مشروع قانون أمن الحدود
كما وعدت هاريس بإحياء مشروع قانون أمن الحدود الذي أبطله ترامب والتوقيع على مشروع قانون لاستعادة الحرية الإنجابية وإبطال تأثير إلغاء المحكمة العليا لقضية رو ضد وايد.
وتفاخر ترامب بالطبع بأنه بسبب تعييناته الثلاثة في المحكمة «تمكن من محو قضية رو ضد وايد».
وأخيراً، وعدت هاريس بأن «بناء تلك الطبقة المتوسطة سيكون هدفاً محدداً لرئاستها».
ومضت الافتتاحية تقول: «مع استمرار هذه الحملة المضغوطة، سيقع ضغط على هاريس لتقديم تفاصيل إضافية حول سياساتها، وعليها أيضاً، ونحن على ثقة من أنها ستفعل - عقد مؤتمرات صحفية والجلوس لإجراء مقابلات تسمح لها بتحديد أجندتها. كما ستتيح لها المناظرة التلفزيونية مع ترامب في العاشر من سبتمبر (أيلول) الفرصة لاستخدام مهاراتها في الإقناع المكتسبة من عملها في الادعاء العام لمقارنة رؤيتها للبلاد برؤية الرئيس السابق ترامب (على النحو الذي تكون عليه)».
لكن التحدي الذي فرضه خطاب قبول هاريس كان تقديم نفسها لجمهور وطني كزعيمة تتميز بالكفاءة والالتزام، على النقيض من خصمها البغيض، على حد وصف الصحيفة، بحيث يمكن الوثوق بها في الرئاسة. وبهذا المعيار حقق خطابها نجاحاً باهراً.