لبنان يتعهد مواصلة تطبيق اتفاق وقف النار مع إسرائيل
أعلنت الحكومة اللبنانية أنها وافقت على تمديد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل حتى 18 فبراير بعد وساطة أميركية، وذلك إثر عدم التزام إسرائيل الموعد النهائي لسحب قواتها من الجنوب اللبناني. وبموجب الاتفاق، كان أمام القوات الإسرائيلية حتى الأحد لتنسحب من مناطق لبنانية حدودية توغلت فيها خلال الحرب. لكن إسرائيل أكدت الأسبوع الماضي أن قواتها ستبقى إلى ما بعد المهلة، بينما اتهمها الجيش اللبناني بـ»المماطلة». كما يتوجب على حزب الله الذي تلقى ضربات موجعة خلال الحرب، سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود، وتفكيك أي بنى عسكرية متبقية في الجنوب.
وتبادل لبنان وإسرائيل خلال الأسابيع الماضية الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار الذي تمّ إبرامه بوساطة أميركية، وتشرف على تنفيذه لجنة خماسية تضم الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل واليونيفيل. وأوضح البيت الأبيض في بيان مقتضب الأحد أن «الاتفاق بين لبنان وإسرائيل الذي تشرف عليه الولايات المتحدة سيبقى ساري المفعول حتى 18 شباط-فبراير 2025». وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي من جهته في بيان إنه تشاور مع الرئيس اللبناني جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري بشأن «المستجدات الحاصلة في الجنوب» .
و»الاتصالات التي جرت مع الجانب الأميركي المولج رعاية التفاهم على وقف إطلاق النار».
وأضاف ميقاتي «الحكومة اللبنانية تؤكد... استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق النار حتى 18 شباط-فبراير 2025».
ولم يتحدث بيان البيت الأبيض صراحةً عن وقف إطلاق النار الذي أصبح محل شكوك متزايدة بعد أن قتلت القوات الإسرائيلية 22 شخصا الأحد وفقا لوزارة الصحة اللبنانية مع اندفاع مئات اللبنانيين منذ الصباح الباكر ومحاولتهم دخول بلدات وقرى لبنانية حدودية لم ينسحب منها الجيش الإسرائيلي. كما لم يأتِ البيت الأبيض في بيانه على ذِكر فرنسا التي عملت إلى جانب الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق جو بايدن للتوصل إلى وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني-نوفمبر. وأعلن الاليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «سحب قواته التي لا تزال منتشرة في لبنان»، وذلك خلال اتصال هاتفي بينهما الأحد.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون شدد «على أهمية ألا يقوض أي شيء جهود السلطات اللبنانية الجديدة لاستعادة سلطة الدولة على كامل أراضي بلادها».
وقال البيت الأبيض أيضا إن «حكومات لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة ستبدأ مفاوضات لإعادة المعتقلين اللبنانيين الذين تم أسرهم بعد 7 تشرين الأول-أكتوبر 2023»، وهو اليوم الذي شهد الهجوم الدامي الذي شنته حركة حماس الفلسطينية ضد إسرائيل.