لماذا يتردد الغرب في دعم أوكرانيا؟

 لماذا يتردد الغرب في دعم أوكرانيا؟

كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، صريحاً عندما خاطب قادة مجموعة الـ7 هذا الأسبوع منادياً بتوحيد الصفوف بين الغرب والولايات المتحدة لدعم بلاده أمام روسيا، بعد تراجع الدعم الدولي لكييف. وقال في مكالمة فيديو مساء الأربعاء مع أهم حلفائه السياسيين: «تعتقد روسيا أن أمريكا وأوروبا ستظهران ضعفاً، ولن تحافظا على الدعم لأوكرانيا. العالم الحر في حاجة ماسة إلى ذلك، الحفاظ على الدعم للذين تتعرض حريتهم للهجوم، أوكرانيا لديها قوة. أطلب منكم أن تكون قوتها كما أنتم أقوياء». وترى «فايننشال تايمز» البريطانية أن نداء زيلينسكي هذا لم يكن مجرد خطاب، فبعد ساعات من حديثه، رفض مجلس الشيوخ الأمريكي أحدث محاولة من البيت الأبيض لتمرير تشريع يجيز 60 مليار دولار لدعم أوكرانيا. وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، لا يزال اقتراح المفوضية الأوروبية الذي سيقدم 50 مليار دولار لدعم ميزانية كييف للسنوات الأربع المقبلة، يتأرجح، قبل قمة لزعماء الاتحاد الأوروبي في الأسبوع المقبل، بعد أشهر من المشاحنات بين الدول الأعضاء حول كيفية تمويلها. ودون الموافقة على إحدى حزم التمويل هذه، فإن الأمن المالي لأوكرانيا على المدى الطويل سيكون محل تساؤل، كما تشير الصحيفة.

في الوقت الذي تحتاج فيه أوكرانيا إلى التزامات مالية وعسكرية طويلة الأجل، ضد الهجوم الروسي المطول، فإن الشكوك تحوم في أهم داعمين لها.  «نحن في حاجة إلى الوضوح لتمويل أوكرانيا للعام المقبل والسنوات القادمة.. المسألة ملحة بالتأكيد»، قال فالديس دومبروفسكيس، نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، لـ»فايننشال تايمز»، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي لا يجب أن «يفقد التركيز على دعم أوكرانيا». وفي الاتحاد الأوروبي، ليس الدعم المالي وحده المعرض للخطر، ذلك أنه كان يفترض أن تعمل الكتلة مثل مرساة لتكامل أوكرانيا الغربي مع احتمال ضم أوكرانيا إليها في نهاية المطاف. ومن شأن اتفاق الاتحاد الأوروبي على بدء مفاوضات الانضمام أن يمنح كييف انتصاراً سياسياً تشتد الحاجة إليه على موسكو بعد عام من خيبات الأمل العسكرية. لكن المجر تعهدت بعرقلة ذلك. والأمر الأكثر إثارة لقلق لكييف، أن دعمها، الذي كان يوماً محا إجماع واسع بين الأحزاب، أصبح ورقة مساومة سياسية على جانبي المحيط الأطلسي. من جهته، يقول جاكوب كيركغارد، الزميل الأول في صندوق مارشال الألماني في بروكسل: «أوكرانيا لم تعد خاصة.

لم يعد ينظر إليها على أنها قضية أمن قومي، ذات أهمية قصوى للاتحاد الأوروبي، أو ناتو، أو الولايات المتحدة». وأضاف «إنه يشير إلى انخفاض قيمة المجهود الحربي الأوكراني. لا توجد طريقة أخرى لتفسير ذلك، في رأيي. وهذا، عند أوكرانيا، وضع فظيع.. لأنه يسمح لفلاديمير بوتين بمواصلة الحرب لفترة أطول حتى يستسلم الغرب كلياً».  أما الضغوط المالية التي تواجه أوكرانيا فهي هائلة لا هوادة فيها، كما تصفها الصحيفة، إذ تستخدم الحكومة كل إيراداتها الضريبية لتغطية الإنفاق الدفاعي الذي يصل إلى حوالي نصف إنفاقها العام. ورغم أن  أوكرانيا حصلت على أسلحة وتدريبات عسكرية بـ 100 مليار دولار، فإنها تحتاج أيضاً إلى مساعدات أجنبية لدفع تكاليف الحكومة، والخدمات العامة، والمعاشات، والمزايا، ما يتطلب تمويلاً خارجياً بـ 41 مليار دولار في العام المقبل، وفقا للميزانية التي أقرها البرلمان الشهر الماضي.