إدارتها قد تتبنى سياسة مماثلة لـ«الصبر الاستراتيجي» لأوباما

هاريس وبيونغ يانغ.. ما هي الخيارات المحتملة؟

هاريس وبيونغ يانغ.. ما هي الخيارات المحتملة؟


قال ستيفان هاغارد، أستاذ أبحاث متميز في كلية السياسة العالمية والاستراتيجية بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو، إن هناك بعض المشاكل التي يصعب حلها، ومنها القضية النووية لكوريا الشمالية. وإذا أصبحت كامالا هاريس رئيسة للولايات المتحدة، فمن غير المرجح أن تبذل الكثير من الجهد في التعامل مع ملف كوريا الشمالية، ما لم يُظهر كيم جونغ أون بعض الاستعداد للتعاون.

وأوضح الكاتب في مقاله بموقع «ناشونال إنترست» أن هناك عدة أسباب لذلك. أولاً، ستكون الإدارة الجديدة منشغلة للغاية بقضايا عالمية أخرى مثل أوكرانيا والشرق الأوسط والتعامل مع الصين. كما أن الوضع في شمال شرق آسيا يتسم بالصعوبة. وظهر كيم هادئاً بعض الشيء لبعض الوقت بعد قمة هانوي الفاشلة، لكنه اتخذ الآن قرارات يصعب التراجع عنها. وفي حين قد تتوقف تجارب الصواريخ، فإن تحالفه مع روسيا والتخلي عن فكرة إعادة التوحيد مع كوريا الجنوبية يشكلان تغييرات أكثر خطورة.

وتعمل السياسة الداخلية في كل من الكوريتين على تعقيد الأمور. ففي كوريا الجنوبية، قد تدفع حكومة أكثر ميلاً إلى اليسار الولايات المتحدة إلى الانخراط بشكل أكبر مع كوريا الشمالية، مثل الطريقة التي حاول بها الرئيس السابق مون جاي إن إعلان «نهاية الحرب»، وقد يحدث هذا مرة أخرى بعد انتخابات كوريا الجنوبية عام 2027، ولكن من غير المرجح أن يحدث ذلك، في ظل الإدارة الحالية بقيادة الرئيس يون.

في كوريا الشمالية، تم دمج برامج الصواريخ النووية بشكل عميق في سياسة البلاد واقتصادها. إنها جزء من دعاية الدولة وتوظف العديد من العمال المهمين. وفي حال تم تقليص هذه البرامج، فسيكون من الصعب إيجاد وظائف جديدة لهؤلاء الأشخاص.

ونظراً لهذه التحديات، يرجح الكاتب أن تتبنى إدارة هاريس سياسة مماثلة لـسياسة «الصبر الاستراتيجي» لأوباما. تضمَّن هذا النهج عرضاً لبدء محادثات دون توقع كبير للنجاح، والتركيز بدلاً من ذلك على تعزيز التحالفات، خاصةً مع كوريا الجنوبية واليابان، مشيراً إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تبنت مساراً مشابهاً، بما في ذلك إنشاء «المجموعة الاستشارية النووية» وزيادة التعاون مع اليابان.

وتابع الكاتب «حتى لو عاد الرئيس السابق دونالد ترامب إلى منصبه، فمن غير المرجح أن يتعامل مع الأمور بشكل مختلف كثيراً. قد يحاول إعادة الاتصال بكيم جونغ أون، لكن من المرجح أن تتوقف أي مفاوضات جادة، حيث تجنبت كوريا الشمالية تاريخياً المحادثات التفصيلية حول نزع السلاح النووي».

باختصار، يقول الكاتب، لا يتوقع أحد أن يتغير الكثير. ومن المرجح أن يواصل كيم جونغ أون اتخاذ إجراءاته الاستفزازية، ولكن ليس إلى الحد الذي تثير معه رداً عسكرياً. وسوف تواصل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان استراتيجياتها الرادعة، لكن من غير المرجح أن تعقد مفاوضات ذات مغزى مع كوريا الشمالية، وبالتالي، يستبعد الكاتب أن تركز إدارة هاريس أو إدارة ترامب بشكل كبير على هذه القضية.