يديعوت: الهجوم على أجهزة الطرد.. نهج حازم لبينيت ضد إيران

يديعوت: الهجوم على أجهزة الطرد.. نهج حازم لبينيت ضد إيران


مع أن أحداً لم يتهم إسرائيل بعد بالهجوم على مصنع أجهزة الطرد المركزي في إيران، يقول الصحافي الإسرائيلي رونين برغمان أنها المشتبه فيها الرئيسي، بسبب المصلحة وبسبب القدرة. واذا كانت إسرائيل تقف وراءها، فلا بد أن العملية كانت مخططة منذ زمن بعيد الأمر الذي يشهد على خط حازم من نفتالي بينيت وشركائه في القيادة، وقد يشير إلى أن بنيامين نتانياهو كرئيس للوزراء لم يقرّ التنفيذ.

ولاحظ أن إسرائيل صامتة، في كل القنوات، والولايات المتحدة صامتة (وربما لا تعرف)، وحتى الإيرانيون الذين يسارعون لرؤية عميل موساد خلف كل زاوية ومن تحت كل سرير، لم يتهموا (حالياً على الاقل) إسرائيل بأنها تقف خلف الهجوم على مشروع «TESA» لإنتاج أجهزة الطرد المركزي في ايران، ليلة أول أمس بواسطة الطائرة المسيرة “كودكوفتر” وربما بضع طائرات كهذه. ومع ذلك، فإن إسرائيل، بحسب برغمان، هي المشتبه فيه الفورية، وذلك لأن لها مصلحة ولها قدرة على تنفيذ مثل هذه العملية المعقدة أيضاً.

وحسب ما قالته مصادر إيرانية مطلعة على التحقيق في الهجوم لـ “نيويورك تايمز”، تضمنت العملية اطلاق “الكودكوفتر” من الأراضي الإيرانية من مسافة غير بعيدة عن الهدف.
وعندما أرادت الولايات المتحدة ان تمسّ بنائب زعيم “القاعدة” الذي وجد ملجأ في حي فاخر في طهران، لجأت إلى إسرائيل. ويمكن الافتراض بأن هذا ليس لأنها لم ترغب في أن تفعل هذا بنفسها – فقد كان لها حساب طويل معه – بل لأن إسرائيل هي اليوم الدولة الوحيدة القادرة على العمل سراً، براً في ايران. وليس هذا فقط، فقد قالت مصادر أمريكية لـ”نيويورك تايمز”” إن الموقع الذي تعرض للهجوم يندرج في قائمة الأهداف التي عرضتها إسرائيل في بداية 2020 على مسؤولين كبار في إدارة ترامب، بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبيو، ومديرة “السي آي إي” جينا هسبل بل والرئيس ترامب نفسه، كأهداف محتملة للهجوم في اطار الحملة الواسعة التي خططتها إسرائيل ضد المشروع النووي الإيراني. ومذذاك، نفذت بالفعل سلسلة هجمات كهذه نسبت إلى إسرائيل: في سبتمب (أيلول) 2020 أصيب أحد الأهداف الأساس للحملة – منشأة نطنز، حيث تصل الأجهزة من مصنع «TESA»وهي تركب هناك قبيل إدخالها الى العمل في تخصيب اليورانيوم. وفي أبريل (نيسان) 2021 انفجرت عبوة شديدة الانفجار داخل قاعات تخصيب اليورانيوم وألحقت أضراراً كبيرة بأجهزة الطرد المركزي التي ركبت فيها.

وهذا الهجوم أيضاً، كما وصفته المحافل الإيرانية، يشبه جداً الهجوم بواسطة طائرات صغيرة بلا طيار الذي نفذ ضد منشأة لحزب الله في بيروت في أغسطس (آب) 2019، واتهم به “الموساد». ويقول برغمان: “إذا كان كل هذا صحيحاً، يمكن أن يخفي الهجوم دراما تتعلق بشبكة العلاقات المعقدة بين رئيس الوزراء بينيت وسلفه نتانياهو. من المهم أن نفهم أن عملية من هذا النوع هي نتيجة تخطيط وإنتاج لأشهر طويلة، وأحياناً سنوات. فهي لا تولد في يوم تشكيل الحكومة، وليس مفاجئاً أنها عرضت على الأمريكيين كاحتمال (حسب المنشورات الأجنبية) قبل نحو سنة ونصف. وبالتالي اذا كانت المنشورات الأجنبية صحيحة، فإن هذه العملية خطط لها منذ زمن وكان يفترض بها أن تكون جزءاً من سلسلة عمليات لإسرائيل ضد إيران في فترة حكم ترامب. ويحتمل أن تكون جزءاً من هذه العمليات تأجل لاسباب عملياتية وانتقل الى ولاية بايدن، ولكن يحتمل ان تكون هذه العمليات تأجلت أيضاً لأسباب أخرى. بكلمات أخرى، يحتمل أن يكون نتانياهو، حين كان رئيس وزراء، قرر ألا يوافق على هذه العملية، لسلسلة من الأسباب».

تداعيات
ويؤكد بيرغمان أن مثل هذه العملية التي من شأنها أن تكون لها تداعيات عسكرية ودولية واسعة، تستوجب موافقة مبدئية للتنفيذ من رئيس الوزراء، وأيضاً إقراراً قبل التنفيذ. وفي مثل هذه الحالة يعقد رئيس الوزراء اجتماعاً للجنة رؤساء أجهزة الامن الموسعة التي تضم رؤساء أجهزة الامن، وإضافة إلى رئيس الوزراء نفسه ووزير الدفاع، ورئيس هيئة الأمن القومي وغيرهم.
في هذه الحالة، يحتمل بالتأكيد أن يكون نفتالي بينيت، الذي لا بد أنه لم يسمع من نتانياهو أي شيء تقريباً عن عمليات الموساد في لقائهما الذي استمر نصف ساعة، قد تعرف بعد ذلك في الإحاطة التي تلقاها من رئيس الموساد دافيد برنيع عن التركة الثقيلة، أي العملية الجاهزة والتي تحتاج إلى قرار. وهكذا إذا كانت كل هذه التقديرات صحيحة، يكون نتانياهو هو الذي تخوف من العمل في إيران، وأن بينيت الذي يدعي نتانياهو بأنه لن يأخذ أي مخاطرة بهذا الشأن، هو الذي اتخذ الأمر بالهجوم.

نهج حازم
ليس واضحاً بعد حجم الضرر الذي لحق بمصنع إنتاج أجهزة الطرد المركزي. ولكن إذا كان بينيت هو الذي أمر بالهجوم، فإنه ينذر بنهج حازم ومقبول من شركاء بينيت في القيادة، وعلى رأسهم يائير لابيد. وليس معقولاَ أن تكون إسرائيل قامت بذلك من دون علم واشنطن، والا يخاطر بينيت بحرج كبير إذا فسرت العملية كزق اصبع في عين الأمريكيين، في ذروة المفاوضات الجارية مع ايران في فيينا.