محمد بن زايد ومحمد بن راشد: تمنياتنا بمستقبل مشرق لشعبنا وسلام واستقرار للعالم
4 ألغام موقوتة تهدد بتفجير العلاقات الأمريكية الصينية في 2026
تتفق أصوات من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأمريكي على أن الهدوء النسبي الذي خيّم على العلاقات بين واشنطن وبكين عقب لقاء الرئيس دونالد ترامب بنظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، في أكتوبر-تشرين الأول الماضي، لن يدوم طويلاً.
فالهدنة التجارية التي اتفق عليها الزعيمان لمدة عام واحد تبدو هشة، مع توقعات بعودة الصدام حول ملفات التجارة، وتايوان، والاختراقات السيبرانية، فور استئناف المشرعين أعمالهم في كانون الثاني-يناير الحالي. وبحسب تقرير نشرته صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، تحدث أكثر من 25 مشرعًا أمريكيًا، بينهم أعضاء في اللجنة الخاصة المعنية بالصين في مجلس النواب، ولجنة الشؤون الخارجية، حيث حذر جمهوريون وديمقراطيون على حد سواء من اضطرابات وشيكة في العلاقة بين البلدين.
وأعرب أكثر من 20 مشرعًا عن شكوكهم حيال وفاء بكين بتعهدات رئيسة قطعها الرئيس شي خلال لقاء تشرين الأول-أكتوبر، من بينها الحد من تدفق المواد الكيميائية السليفة إلى المكسيك، والتي تستخدمها العصابات في تصنيع مخدر الفنتانيل، إضافة إلى شراء كميات محددة من المنتجات الزراعية الأمريكية. وقال السيناتور ثوم تيليس «جمهوري – كارولاينا الشمالية»: «لا يمكن الوثوق بالصين أبدًا، فهم يبحثون دائمًا عن زاوية للمناورة». في المقابل، شبّه النائب غريغ ستانتون «ديمقراطي – أريزونا»، عضو اللجنة الخاصة المعنية بالصين، الوضع الراهن بـ»مباراة ملاكمة للوزن الثقيل»، مضيفًا: «نحن في فترة قصيرة بين الجولات، لكن على الطرفين الاستعداد لما سيأتي بعد الهدنة».
4 ألغام موقوتة
حدد المشرعون أربعة ملفات رئيسة قد تفجر العلاقات الأمريكية –الصينية خلال العام الجديد:
اللغم الأول: فول الصويا.. سلاح بكين الصامت
يشكّل اعتماد المزارعين الأمريكيين على السوق الصينية في تصدير فول الصويا أداة ضغط تجارية فعالة بيد بكين، دون الحاجة إلى فرض تعريفات جمركية.
وقد بدأ الخلاف في مايو-أيار الماضي عندما علّقت الصين مشترياتها، ما أثار مخاوف من تداعيات اقتصادية واسعة في ولايات زراعية محورية مثل إلينوي، وأيوا، ومينيسوتا، ونبراسكا، وإنديانا، وهي دوائر انتخابية حاسمة للحزب الجمهوري قبيل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس العام المقبل. وكان البيت الأبيض قد أعلن الشهر الماضي أن الرئيس شي التزم بشراء 12 مليون طن متري من فول الصويا الأمريكي خلال شهري تشرين الثاني-نوفمبر وكانون الأول-ديسمبر، إلا أن بكين لم تشترِ حتى الآن سوى جزء ضئيل من هذه الكمية، بحسب شبكة NBC.
ويُعد 28 شباط-فبراير الموعد النهائي الجديد لتنفيذ الصفقة، وفق ما أعلنه وزير الخزانة سكوت بيسينت في وقت سابق من هذا الشهر. وقالت النائبة جيل توكودا «ديمقراطية – هاواي»: «ما يثير ترامب ويدفعه للتحرك بسرعة هو ما يؤثر مباشرة في الداخل الأمريكي»، معتبرة أن تباطؤ الصين في شراء فول الصويا «هو الأكثر استفزازًا لأنه يضر بالمزارعين والمستهلكين، وقد يكون مصدر أكبر تقلب في العلاقة».
اللغم الثاني: تايوان..
برميل بارود قابل للاشتعال
تشكل تهديدات الصين بغزو تايوان نقطة اشتعال خطيرة أخرى على المدى القريب، في ظل تصاعد الاستعدادات العسكرية الصينية خلال العام الماضي.
ففي أكتوبر-تشرين الأول، كشف الجيش الصيني عن نظام بارجات عسكرية جديد يهدف إلى تجاوز صعوبات الإنزال على الشواطئ التايوانية، عبر جسور متحركة تتيح تفريغ الدبابات والشاحنات مباشرة على الساحل. وقال النائب سيث مولتون «ديمقراطي – ماساتشوستس»: «هناك احتمال حقيقي أن يبالغ شي في استفزاز حلفائنا، خصوصًا أستراليا واليابان»، محذرًا من وجود «خط أحمر لا يمكن للصين تجاوزه دون جعل استمرار الهدنة أمرًا مستحيلاً».
اللغم الثالث: قيود التصدير.. الخنق الاقتصادي
ورغم تخفيف بكين مؤخرًا قيودها على صادرات المعادن النادرة، وهي عناصر أساسية في الصناعات المدنية والعسكرية، فإنها تملك القدرة على إعادة فرضها في أي وقت. وقال عشرة من أصل 25 مشرعًا إنهم يعتقدون أن الصين قد تعيد استخدام هذا الملف كورقة ضغط في الأشهر المقبلة.
وأوضح النائب أندريه كارسون «ديمقراطي – إنديانا» أن «جوهر الخلل في الهدنة يكمن في قدرة الصين على فرض قيود تصدير، لا سيما في ظل سيطرتها الخانقة على سلاسل إمداد المعادن النادرة والمعادن الحرجة الأخرى».
وأعرب مشرعون آخرون عن قلقهم من احتمال توسع الصين في فرض ضوابط تصدير على قطاع آخر تتمتع فيه بهيمنة كبيرة، وهو قطاع الأدوية. إذ توفر بكين نحو 80% من المكونات الصيدلانية النشطة المستخدمة في الولايات المتحدة.
وقال النائب ناثانيل موران «جمهوري – تكساس»: «في غضون ليلة واحدة، يمكن للصين أن تغلق الصنبور، فتختفي أدوية أساسية، مثل الأسبرين، من سلاسل التوريد الأمريكية».
اللغم الرابع: العضلات العسكرية المتنامية
يمثل السعي الصيني لبناء جيش عالمي قادر على تحدي الهيمنة الأمريكية التقليدية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ عامل توتر إضافي قد يعصف بالعلاقات في عام 2026. فقد باتت البحرية الصينية، التي تضم أكثر من 200 سفينة حربية، الأكبر في العالم، ما يمنح بكين قدرة متزايدة على استعراض قوتها إقليميًا.
وكان أبرز تطور عسكري في عام 2025 دخول حاملة الطائرات الثالثة «فوجيان» الخدمة الشهر الماضي. ورغم أن حجمها يعادل ثلثي حجم الحاملة الأمريكية «جيرالد آر فورد»، فإنها مزودة، مثل نظيرتها الأمريكية، بمقاليع كهرومغناطيسية حديثة لإطلاق مقاتلات J-35 وJ-15T. وفي منتدى ريغان الدفاعي الوطني، قال وزير الدفاع بيت هيغسيث إن الولايات المتحدة تسعى إلى حماية حلفائها في المنطقة من «عدوان عسكري ناجح ومستدام» تدعمه «حشود عسكرية تاريخية» لبكين. من جانبه، أكد موران أن «الهدف طويل الأمد للصين هو الهيمنة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية عالميًا، وهم ينظرون إلى الولايات المتحدة باعتبارها الخصم الأساسي».
تفاؤل حذر في البيت الأبيض
ورغم التشاؤم السائد في الكونغرس، يبدي البيت الأبيض قدرًا أكبر من التفاؤل حيال مستقبل العلاقات التجارية مع الصين. وقال في بيان رسمي إن «العلاقة الوثيقة بين الرئيس ترامب والرئيس شي تسهم في البناء على التقدم المحرز ومعالجة القضايا العالقة»، مؤكدًا أن الإدارة تواصل مراقبة مدى التزام الصين بالاتفاق التجاري.
لكن السيناتورة جين شاهين «ديمقراطية – نيو هامبشاير»، العضو الأقدم في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، ترى أن هذا التفاؤل مبالغ فيه، قائلة: «الاعتقاد بأننا نعيش فترة استقرار مع بكين ليس دقيقًا».