حليف روسيا.. رئيس أفريقيا الوسطى يسعى لولاية ثالثة
يسعى رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فوستان أركانج تواديرا إلى الفوز بفترة رئاسية ثالثة في الانتخابات التي تجرى اليوم، متباهيا بالمكاسب الأمنية التي تحققت بمساعدة مرتزقة روس وقوات رواندية.
أشرف عالم الرياضيات البالغ من العمر 68 عاما على استفتاء دستوري في عام 2023 ألغى الحد الأقصى لفترات الرئاسة، مما أثار غضب منتقديه الذين اتهموه بالسعي إلى الحكم مدى الحياة.
ومن المرجح أن يؤدي فوز تواديرا - وهي النتيجة المتوقعة - إلى تعزيز مصالح روسيا، التي قدمت مساعدة أمنية مقابل الوصول إلى الموارد بما في ذلك الذهب والماس. كما يعرض تواديرا أيضا إمكانية الوصول إلى احتياطيات البلاد من الليثيوم واليورانيوم لأي شخص مهتم. ويتقدم مرشحو المعارضة الستة رئيسان سابقان للوزراء هما أنيست جورج دولوجويل وهنري ماري دوندرا، وكلاهما نجا من محاولات أنصار تواديرا لاستبعادهما بزعم حملهما لجنسيات أجنبية.
ويقول المحللون إنه على الرغم من أن كلا الرجلين لا يزالان على بطاقة الاقتراع، إلا أن تواديرا لا يزال يُنظر إليه على أنه المرشح صاحب الفرصة الأكبر للفوز نظرًا لسيطرته على مؤسسات الدولة وموارده المالية المتفوقة.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الشهر الماضي إن الاعتراضات على ترشيحات دولوجويل ودوندرا «تتماشى مع نمط واضح من المناورات الإدارية التي أعاقت بشكل غير متناسب سياسيي المعارضة بينما كانت لصالح حزب القلوب المتحدة الحاكم».
وأضافت «يثير انضمامهم المتأخر إلى السباق الانتخابي تساؤلات حول ما إذا كان الناخبون قد مُنحوا خيارًا حقيقيًا.»
في عام 2018، أصبحت جمهورية أفريقيا الوسطى أول دولة في غرب ووسط أفريقيا تستقدم مرتزقة فاجنر الروسية، وهي خطوة اتخذتها مالي وبوركينا فاسو والنيجر أيضا.
وبعد ذلك بعامين، نشرت رواندا قواتها لدعم حكومة تواديرا عندما هددت الجماعات المتمردة العاصمة وحاولت تعطيل انتخابات 2020، مما أدى في نهاية المطاف إلى منع التصويت في 800 مركز اقتراع في جميع أنحاء البلاد، أو 14 بالمئة من إجمالي مراكز الاقتراع.
أصبحت البلاد أكثر أمنا الآن بعد أن وقع تواديرا عدة اتفاقات سلام مع الجماعات المتمردة هذا العام.
لكن هذه المكاسب لا تزال هشة إذ لم ينزع المتمردون سلاحهم بالكامل، ولم تكتمل عملية إعادة الإدماج، كما أن عمليات التوغل التي يقوم بها مقاتلون من السودان المجاور تؤجج انعدام الأمن في الشرق.
وتجرى الانتخابات الرئاسية جنبا إلى جنب مع الانتخابات التشريعية والمحلية والبلدية.