برعاية وحضور شما بنت محمد بن خالد آل نهيان

مركز محمد بن خالد آل نهيان الثقافي يناقش تحديات اللغة العربية بين الحاضر والمستقبل

مركز محمد بن خالد آل نهيان الثقافي يناقش تحديات اللغة العربية بين الحاضر والمستقبل


تزامنا مع اليوم العالمي للغة العربية  18 ديسمبر من كل عام نظم مركز الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافي جلسة حوارية افتراضية برعاية وحضور الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعريفية ضمن مبادرة بالعربية تواصلنا تحت عنوان "تحديات اللغة العربية بين الحاضر والمستقبل "

ضمت كل من:  المستشار د. خليل عيلبوني ، د. عبير الحوسني الفنان د. حبيب غلوم، د. حسين الرفاعي فيما أدار الجلسة الأستاذ أيمن النقيب ، وقد تناول حوار الجلسة محاورا كان أبرزها: تحديات اللغة العربية في عصر التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، اللغة العربية ووسائل التواصل الاجتماعي وصمود اللغة العربية وحفاظها على هويتها، إضافة إلى قصائد شعرية تغنى بها المشاركون احتفاء بالمناسبة .

هذا واستهلت الجلسة بكلمة الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان والتي وصفت اللغة  أنها سلوك إنساني قائم على قدرة العقل البشري على بناء تركيبات صوتية ورموز شكلية يعبر بها عن أفكاره وينقلها عبر أفراد المجتمع كما ينشئ بها روابط إنسانية تربطه معهم ، ثم قالت : من هنا ندرك أن اللغة ليست مجرد سلوك إنساني عشوائي، بل هي جزء رئيسي في البنية الثقافية والاجتماعية للإنسان.

وعبرت عن وجهة نظرها بأن اللغة بمثابة كائن حي تولد، ثم تشب طفلا ، ثم شابا، ثم كهلا والانزواء بالموت مصيرها؛ ما لم تظل حية متوارثة بين أجيال المجتمع حيث تستمد حياتها من حركة المجتمع بين حروفها.

وفي تساؤل قالت الشيخة شما: سأتوقف عند مفهوم موت اللغة؛ لأن هذا يعني موت الثقافة التي ترتبط بها وتحول الحراك الإنساني والموروث القيمي والفكري الذي تحمله لسطور مكتوبة بين كتب التاريخ ومع موتها يفقد المجتمع ملامحه يصبح نهبا للثقافات الأخرى.

وأشارت إلى أهم أسباب موت اللغة مؤكدة بأنه طغيان اللغات الأخرى على الحياة اليومية في المجتمع،  فحين نرى ذلك لابد وأن نطلق جرس الإنذار ونعلن أن لغتنا في خطر .. وأبدت مخاوفها  من هذا المصير لقولها ألمس تغيرات في استخدام لغتنا العربية في حياتنا اليومية وخاصة بين الآباء والأبناء.

وقد تحاور المشاركون بأهمية تسليط الإعلام على التوعية بأهمية اللغة كهوية وتاريخ ، وأكدوا في توصيات الجلسة على تضافر الجهود جنبا إلى جنب مع القيادة الرشيدة التي أطلقت مبادرة عدة لحرصها على لغتنا العالمية وأهمية دور المؤسسات في تعزيز ذلك ، ووضع قوانين مشددة للحرص على امتلاك الجميع للغة الأصيلة ووضع امتحانات لقبول الموظف بإتقانه لها ، كما أشاروا إلى أهمية دعم المناهج وأساليب التدريس ودور الآباء في الحرص على تعليم أبنائهم اللغة منذ الطفولة ، وأهمية وضع برنامج تدريبي للإعلام المرئي والمسموع والمكتوب ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة في ظل عصر الرقمنة مؤكدين على أن اللغة لن تضيع في ظل الجهود التي تقوم بها الدولة بكافة مؤسساتها .

وجاءت كلمة الختام في الجلسة للشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان بأن الجلسة لم تهدف لنعدد جماليات وقدرات اللغة العربية ، إذ نحن على يقين بأنها اللغة الأكثر ثراء في مفرداتها ومعانيها ، وهذا الثراء جعلها تمتلك من المرونة والقدرة على التعبير الفكري والثقافي بصورة واسعة .. لكن حوارنا اليوم كي نلفت نظر المجتمع إلى المخاطر التي تهدد بقاء اللغة العربية، وبالتالي لابد أن نعيد تقييم حال اللغة  العربية حاليا في الأسرة، والمدرسة، والمعاملات الرسمية ، وغيرها ، ثم قالت : لابد أن يستقر في ضمير أفراد المجتمع أن الحفاظ على اللغة العربية هو حفاظ على الهوية والانتماء وكيان المجتمع مقدمة الشكر والتقدير للمتحدثين الكرام في ملتقى اللغة العربية على وجودهم وتفاعلهم كما قدمت الشكر لجميع الحاضرين والمشاركين فيها .