هل رد بوتين على اتصال ترامب؟

هل رد بوتين على اتصال ترامب؟

كشف الأستاذ الفخري للدراسات السلافية والأوروبية الشرقية في كلية لندن الجامعية، مارك غاليوتي، عن حالة من الغموض تحيط بما إذا كان الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين قد أجريا محادثة هاتفية.
وأشار غاليوتي، إلى أن ترامب أكد أنه تحدث مع بوتين أكثر من مرة، لكن الكرملين لم يؤكد هذه التصريحات حتى الآن.
وفي مقال له في مجلة «ذا سبكتيتور»، يذكر غاليوتي أن هذا الغموض يشير إلى وجود محادثات غير رسمية تتعلق بالحرب في أوكرانيا.
وصرح الجنرال كيث كيلوغ، الموفد الخاص لترامب إلى روسيا وأوكرانيا، أنه لن يتم الكشف عن أي خطة سلام في مؤتمر ميونيخ للأمن. ورغم ذلك، أشار أحد موظفي وزارة الخارجية إلى أنه ليس الوقت المناسب للكشف علناً، لكن المؤتمر قد يكون فرصة لطرح الأفكار.
ضمن هذه العملية التفاوضية، سيكون الأطراف الرئيسيون هم الأوكرانيون، الروس، والأمريكيون، بينما سيشغل الأوروبيون «نصف» الدور.
وتشير هذه الديناميكية إلى الحرب الدبلوماسية التي يخوضها الجميع لتعزيز مواقفهم.
ويسعى ترامب لإنهاء الحرب أو على الأقل فرض وقف لإطلاق النار، وقد تحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومن الواضح أنه تواصل أيضاً مع بوتين. وعندما سُئل عن تلك المحادثات، أجاب ترامب بأنه قد أجراها ويتوقع المزيد من المحادثات مع بوتين بهدف إنهاء الحرب.  وزعم ترامب أنه كان هناك تقدم في المحادثات وأن بوتين يريد أيضاً نهاية للحرب.
ومع ذلك، لا يزال الجنرال كيلوغ يلعب دور «الشرطي السيئ» من خلال الضغط على موسكو عبر الإشارة إلى أن العقوبات ضد روسيا لا تزال قابلة للتشديد.
وفي الجانب الروسي، يواصل المسؤولون التزامهم الصارم، إذ أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن هناك العديد من الاتصالات، لكنه لم يوضح ما إذا كان قد جرى اتصال مباشر على مستوى الرئيسين. من جانبه، ذكر ليونيد سلوتسكي، رئيس لجنة الشؤون الدولية في البرلمان الروسي، أن الاستعدادات لقمة بين ترامب وبوتين قد بلغت مرحلة متقدمة، ويمكن أن تتم في الشهر المقبل.
من جهة أخرى، يسعى الرئيس الأوكراني لجذب ترامب بعد علاقات صعبة في البداية.
وتحاول كييف جعل حربها أولوية أمريكية، مستخدمة حجة أخلاقية وعرض نضالها كمعركة من أجل أمن أوروبا.
ويعكس هذا التحول إدراك زيلينسكي أنه في حالة «حرب مزايدة». وفي تعليق نشرته صحيفة «روسيسكايا غازيتا» الروسية، تمت الإشارة إلى أن كييف تدرك أن ترامب يفضل السرعة، لذا فهي تسعى لإبطاء عملية السلام في الأيام المقبلة، متوقعة أن إما يتعب ترامب أو يعيد التحالف الأوروبي البريطاني مناهضته.
ختاماً، خلص غاليوتي إلى أن المناورات والمناقشات حول السلام مستمرة خلف الكواليس، إذ لا توجد خطة سلام واضحة حتى الآن، لكن هناك إشارات من كل الأطراف تفيد بأن شيئاً ما قد يحدث في المستقبل القريب.