وصفه بـفشل أخلاقي ومهني هائل

الجيش الإسرائيلي: الجنود هربوا وتخلوا عن المدنيين في 7 أكتوبر

الجيش الإسرائيلي: الجنود هربوا وتخلوا عن المدنيين في 7 أكتوبر


نشرت «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، أمس الأحد، نتائج تحقيق الجيش في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، على شاطئ زيكيم على الحدود الشمالية لقطاع غزة وجنوب مدينة تل أبيب، الذي كشف ما وصفه الجيش الإسرائيلي بـ «فشل أخلاقي ومهني هائل».
وقال التقرير إن جنود لواء غولاني، أحد ألوية النخبة في الجيش  الإسرائيلي، هربوا في اللحظات الأولى من الهجوم، بدل التقدم للقتال، ما أدى إلى مقتل  14 إسرائيلياً بينهم جندي، بينما عُثر على جثث آخرين بعد أسبوع كامل.
وكشف التحقيق، فجوة هائلة بين الأداء الضعيف لمقاتلي الجيش الإسرائيلي، والذي ساهم في النتيجة القاتلة على الشاطئ، مقارنة مع الأداء السريع لأعضاء فرقة التنبيه في المستوطنة، والتي تمكنت وفق التقرير من منع مقاتلي حماس من اختراق الكيبوتس، حيث سقط قتيل مدني واحد فقط خلال المعارك.
واعتبر التحقيق أن الجيش الإسرائيلي «فشل أخلاقياً ومهنياً بشكل هائل»، مشيراً إلى أن على الجندي في مثل هذه المواقف أن يتقدم ويضحي بحياته إذا لزم الأمر، لحماية المدنيين وحمايتهم من المسلحين. وكشف التحقيق أن قائد القطاع البحري تجنب كارثة أكبر عندما تحرك بقواته خلافاً للتعليمات، رغم التخلي عن قيادة العمليات في اللحظات الحرجة. كما لعب المراقب وفريق التنبيه المدني دوراً حاسماً في منع غزو الكيبوتس، حيث تصدوا للمهاجمين في الوقت المناسب. وقالت يديعوت أحرونوت، أن التقرير كشف إخفاقات صادمة أيضاً للضباط المسؤولين عن القطاع، خاصة من اللواء الشمالي في فرقة غزة، الذين لم يبعد أياً من قادتهم، حيث كانت التعليمات لقائد السرية المسؤول عن القطاع تتمثل في مغادرة مقر السرية عند الإنذار والركض إلى الملجأ، ولكن في يوم الهجوم، ولمدة 9 دقائق بعد الهجوم المفاجئ في الـ 06:29 صباحاً في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، فإن الجندي الذي كان يفترض أن يتلقى المكالمات اللاسلكية حول الذي كان يحدث في الميدان، ونقل التقارير إلى الكتيبة والقوات المختلفة، لم يكن في مركزه، لأنه كان في الملجأ. وحسب التحقيقات، تورطت سرية غولاني أيضاً في إخفاقات أخرى، بينها الخلل المروع الذي انتهى بنسيان جثث 7 إسرائيليين داخل ملجأ على الشاطئ مدة أسبوع. كما كشف التحقيق أن الجنود فشلوا في مهامهم الدفاعية للتصدي لمسلحي حماس، رغم توفر قوة للجيش قرب الشاطئ، للفصل بين الإسرائيليين والمسلحين.
وأوضح التحقيق  أيضاً أنه في 7 أكتوبر( تشرين الأول) لم تتوفر معلومات كاملة ودقيقة عن أعداد المسلحين الذين تسللوا لشاطئ زيكيم أو عدد القوات في المكان. وأشار التحقيق إلى أنه رغم علم فرقة غزة بالتسلل، فإنهم فشلوا في مساندة لواء غولاني قرب شاطئ زيكيم.
ولفت التقرير إلى أن الإنذار من التسلل وصل إلى لواء غولاني بشاطئ زيكيم، ولكنه لم يصل الجنود بسبب اختباء قائدهم في أحد الملاجئ، في حين اختبأ بعض الجنود الآخرين لحظة الهجوم على الشاطئ، وهرب آخرون من المواجهة. 
وأكد التحقيق أن هروب جنود غولاني من مواجهة المسلحين الفلسطينيين كان أكبر إخفاق في 7 أكتوبر (تشرين الأول).
وأظهر التحقيق أيضاً تبايناً مقلقاً في طريقة تناول الأحداث بين مستوطنة «نتيف هعسرة»، القريبة من شاطئ زيكيم، وبين ما جرى على الشاطئ وفي كيبوتس زيكيم، حيث لم يكن هناك تفوق عددي ملحوظ للمهاجمين، بل كانت المواجهات متكافئة بين  الإسرائيليين ومقاتلي وحدة النخبة لحماس الذين نفذوا الهجوم.
ومع ذلك، كانت القوات الإسرائيلية محدودة العدد وتحت قيادة ميدانية ضعيفة، حيث تولى زمام الأمور قائد فرقة تواصل مع جنوده عبر لاسلكي، واتخذ قرارات عملياتية خاطئة على الأرض. وحسب الصحيفة، فإن «مسؤولية هذه الإخفاقات ليست على عاتق الجنود، بل على عاتق كبار ضباط فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، خاصةً في اللواء الشمالي. ورغم هذه الهفوات، لم يُفصل أي قائد أو يُعاقب، حيث رفض رئيس أركان الجيش  السابق، هيرتسي هاليفي، معاقبة أي من الضباط المتورطين».  كما كشف التحقيق عن فجوات المعلومات - والقرار الحاسم للضباط خلال اللحظات الأولى من الهجوم، والفجوات بين المستويات التكتيكية العليا، مثل قائد اللواء أو ما يعادله. وكشف التحقيق أيضاً أن الجيش الإسرائيلي أجرى قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) بشهرين تدريبين واسعين للواء الشمالي بفرقة غزة، ولسلاح البحرية في شاطئ زيكيم، ورغم ذلك فشل الجنود في التصدي لتسلل 38 مسلحاً إلى شاطئ زيكيم على متن 7 قوارب، نجحت 3 منها في الوصول إلى محيط محطة توليد الكهرباء في عسقلان.

ويأتي هذا التحقيق ضمن تقارير عدة عن تحقيقات إسرائيلية أخرى في الفشل في التصدي لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول).