رئيس الدولة ونائباه يعزون سلطان عمان بوفاة والدة السيدة الجليلة
أشادوا بالبرنامج الذي جمعهم بضباط من مختلف دول العالم وعزز خبراتهم
5 ضباط إماراتيين مثلوا الدولة في دبلوم «الابتكار الشرطي»
شارك 5 ضباط إماراتيين في النسخة الثانية للدبلوم التخصصي في الابتكار الشرطي والقيادات الدولية PIL، والذي نظمته القيادة العامة لشرطة دبي بالتعاون مع جامعة روتشستر للتكنولوجيا، جنباً إلى جنب مع نخبة من الضباط الذين يُمثلون 37 دولة من مختلف قارات العالم، وتميزت هذه المشاركة الإماراتية بروح المبادرة والتمثيل المُشرف لنموذج الدولة المتقدم.
ومثل دولة الإمارات في الدبلوم كل من: الرائد عيسى حارب النيادي من قيادة الحرس الوطني الإماراتي، والرائد محمد عبيد الزعابي، مدير فرع التدريب التخصصي في إدارة تطوير الكفاءات بأكاديمية العلوم الشرطية في الشارقة، ومن شرطة دبي، كل من النقيب محمد إسماعيل الجزيري، والملازم أول المهندس أحمد سعيد علي العامري، والملازم جواهر يوسف.
وتوجه الضباط الخمسة للقيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة بخالص الشكر والعرفان لحرصها على تمكين القيادات المواطنة الشابة في مختلف العلوم والتخصصات الشرطية، بما ينعكس على تعزيز قدراتهم في هذا المجال المهم لأمن المجتمع وأمانه، معربين في الوقت ذاته عن امتنانهم للقيادة العامة لشرطة دبي لإشراكهم في برنامج الدبلوم الذي يضم ضباط من مختلف دول العالم، المر الذي يعكس أثره على اكتساب الخبرة والمعرفة في بيئة تعليمية متميزة وفرها برنامج الدبلوم على مدار 4 أشهر.
فخر وانتماء
وأكد الرائد عيسى حارب النيادي أن تجربته في الدبلوم لم تكن مجرد محطة تدريبية تقليدية، بل تحول جذري على المستويين الشخصي والمهني، مشيراً إلى أن البرنامج كان استثنائياً بمعنى الكلمة، بحيث أعاد تشكيل مفاهيمه حول القيادة الحديثة وأعاد توجيه بوصلته الفكرية نحو آفاق أكثر تطوراً وعمقاً. وقال: "لم يكن البرنامج مجرد مزيج من المحاضرات والأنشطة، بل كان مساحة حقيقية للاختبار، والتأمل، وإعادة البناء الذاتي في بيئة محفزة على التحدي والنمو".
وأضاف أن التفاعل مع ضباط وقادة من ثقافات متعددة منح التجربة بعداً عالمياً فريداً، وجعل من كل نقاش فرصة لاكتشاف منظور جديد. وأوضح أن أكثر ما ترك أثراً فيه هو قدرة البرنامج على مواءمة الفكر الأكاديمي مع متطلبات الواقع، وتكريسه لمفاهيم القيادة التشاركية، والمرونة، والحكمة في اتخاذ القرار، وهو ما يعكس رؤية شرطة دبي في إعداد قادة المستقبل بروح عالمية وقيم راسخة وفكر استراتيجي على مستوى دولي.
وأشار الرائد عيسى أن المنصات الدولية من هذا النوع تعكس عمق التأثير الذي باتت تتركه دولة الإمارات في الساحة العالمية، قائلاً: "حين ترى التقدير الذي تحظى به تجربتنا الأمنية والشرطية من قبل نخبة الخبراء وصناع القرار حول العالم، تدرك أن ما تحقق لم يكن محض صدفة، بل ثمرة رؤية استشرافية وقيادة حكيمة، وهذا الوعي يعزز شعور الفخر والمسؤولية ويغذي الطموح لمواصلة الريادة والابتكار"
ريادة إماراتية
من جانبه، أوضح الرائد محمد عبيد الزعابي، أن الدبلوم غيّر من أسلوبه القيادي وطريقة اتخاذه للقرارات. وقال: "أصبحت أميل أكثر إلى تحليل البيانات وتقييم المخاطر قبل اتخاذ أي قرار، وبدأت بإشراك فريقي في صياغة القرارات، مما انعكس إيجابياً وبشكل مباشر على جودة الأداء وسرعة الإنجاز". وأشار الزعابي إلى أن النقاشات في البرنامج استمدت عمقها من النموذج الإماراتي، وتحديدًا تجربة شرطة دبي في استخدام الذكاء الاصطناعي والخدمات الاستباقية. وأضاف: "هذه التجربة ربطت بين النظرية والتطبيق، وفتحت آفاقًا جديدة للفكر المؤسسي الاستشرافي".
كما أكد الزعابي أنه يعمل على إعداد ورش عمل تطبيقية لنقل ما تعلمه خلال الدبلوم، وإعداد دليل مبسط يلخّص أبرز ما تعلمه من البرنامج، بالإضافة إلى إطلاق مشاريع مصغّرة تتيح لزملائه تجربة أدوات الابتكار العملية التي شاهدها واختبرها في الدبلوم.
إعداد القيادات
بدوره، أكد النقيب محمد إسماعيل الجزيري، أن الدبلوم منحه والمشاركين تجربة غنية ومتنوعة من خلال وحدات تدريبية متقدمة وجلسات تبادل خبرات مع ضباط من خلفيات مختلفة. وأوضح: "جمع البرنامج بين الطابع الأكاديمي والتطبيق الميداني، وكان التركيز فيه على تنمية الشخصية القيادية بشكل متكامل".
وأعرب الجزيري عن سعادته بتجربة العمل ضمن فرق متعددة الجنسيات، مشيراً إلى أن هذا التنوع ساعده على تطوير رؤيته حول أوجه التشابه والاختلاف في التحديات الأمنية عالميًا. وقال: "كان من الملهم أن نكتشف كيف يمكن لكل بيئة أن تُلهم الأخرى"
كما أبدى الجزيري إعجابه بالتدريب البدني الذي عزز من روح الانضباط لدى المشاركين وقدرتهم على التحمل، مؤكدًا أن اللياقة الذهنية والجسدية عنصران متلازمان في قيادة ناجحة ومؤثرة.
الابتكار والأمن
من جهته أكّد الملازم أول أحمد سعيد علي العامري، أن مشاركته في الدبلوم التخصصي في الابتكار الشرطي والقيادات الدولية (PIL) مثّلت نقطة تحوّل حقيقية في مسيرته المهنية، وأعادت تشكيل تصوراته حول أدوات العمل الشرطي، وكيفية دمج الابتكار التكنولوجي في العمليات الأمنية.
وقال: "لم أكن أتوقع أن هناك أشياء يمكن فعلها في الإدارة تتجاوز النمط التقليدي الذي نراه في الواقع العملي. الدبلوم فتح أمامي آفاقاً جديدة، خاصة في كيفية دمج تخصصي الأكاديمي في الروبوتات ضمن المنظومة الشرطية ".
وأشار العامري إلى أن البرنامج مكّنه من إدراك أهمية التواصل الفعّال في بيئة العمل متعددة الجنسيات والخلفيات، واصفاً ذلك بأحد أبرز المهارات القيادية التي اكتسبها خلال الأشهر الأربعة من البرنامج: "الهدف الأساسي لي في البرنامج كان تطوير مهارة التواصل، لأنه لا قيادة من دون تواصل، ومع وجود جنسيات وعقليات مختلفة يصبح التواصل الناجح أولوية لصناع القرار"
فرصة ذهبية
من جانبها، قالت الملازم جواهر يوسف، إن البرنامج أسهم في إعادة تشكيل رؤيتها القيادية والتحول من النمط التقليدي إلى القيادة القائمة على التمكين والتحليل والإنصات. وأضافت: "أصبحت أركز على المدى البعيد لقراراتي، وأشرك الفريق في صناعة الحلول بدلًا من اتخاذها بشكل فردي"
كما أكدت جواهر أن ما يميز البرنامج هو انسجامه مع رؤية الدولة في تعزيز مفهوم الشرطة الذكية. وأوضحت: "ناقشنا تقنيات الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وأثرها على عملياتنا الشرطية اليومية "
وشددت على أن مشاركتها في البرنامج منحتها شرف تمثيل دولة الإمارات، مشيرة إلى أن الحوارات مع المشاركين الدوليين كانت فرصة ذهبية لعرض قيم الدولة ومكانتها، والتأكيد على ريادة نموذجها الشرطي عالميًا.