«التلغراف»: ترامب حقق «إنجازا سياسيا» باتفاق الهند وباكستان

«التلغراف»: ترامب حقق  «إنجازا سياسيا» باتفاق الهند وباكستان


رأت صحيفة «التلغراف» أن إعلان دونالد ترامب عن اتفاق الهند وباكستان لوقف إطلاق نار كامل وفوري بمثابة «الإنجاز السياسي»، لإدارته بعد أن تعثرت في الوصول لاتفاق ينهي الحرب الأوكرانية. وقد أدّى تدخل إدارة دونالد ترامب في الوقت المناسب إلى جعل عرض الصين زائدا عن الحاجة، وهو ما أراح جميع الأطراف المعنية. وأكدت «التلغراف» أن الدعم العسكري الصيني لإسلام آباد كان عاملًا مهمًّا في الصراع حتى الآن. وتقول إسلام آباد أن 5 طائرات حربية وطائرة بدون طيار أُصيبت خلال الهجوم الهندي، بينما تشير التقارير الميدانية إلى فقدان مقاتلتين هنديتين على الأقل، إحداهما طائرة رافال فرنسية الصنع. وقالت الصحيفة إن حقيقة أن باكستان تمكنت من تحدي التفوق العسكري الهندي تعود، إلى حد كبير، إلى الدعم الذي تلقته من بكين، حيث أمضى حكام الصين العقد الماضي في تطوير علاقاتهم مع إسلام آباد بعناية.
ومنذ انتهاء عمليات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان المجاورة عام 2014، والتي أدت أيضًا إلى انخفاض كبير في الدعم الغربي لباكستان، سارعت الصين إلى ملء الفراغ، معززةً العلاقات الثنائية إلى حد أصبحت فيه المورد الرئيسي للأسلحة لإسلام آباد. وفي حين وفّرت بكين غطاءً دبلوماسيًّا لباكستان خلال مواجهتها الأخيرة مع الهند، حيث وصف وزير الخارجية الصيني وانغ يي حليف بلاده بأنه «صديق قوي»، يظل التعاون العسكري الدعامة الأساسية لهذه الشراكة الاستراتيجية المتنامية. وإلى جانب تزويد باكستان بمقاتلات J-10C متعددة المهام – وهي المعادل الصيني لطائرة رافال – زودت بكين القوات الجوية الباكستانية بصواريخ PL-15 طويلة المدى المضادة للطائرات. وقد أدى التحليل الدقيق الذي أجراه البنتاغون للتبادلات الجوية بين الهند وباكستان خلال الأسبوع الماضي إلى استنتاج مسؤولين أمريكيين أن نجاح باكستان في إسقاط عدد من الطائرات الحربية الهندية يعود إلى التفوق العسكري الذي وفّرته الأسلحة الصينية. ولا شك أن بكين ستولي اهتمامًا بالغًا لأداء هذه الأنظمة وغيرها من أنظمة الأسلحة التي زوّدت بها باكستان، إذ يتيح اندلاع الأعمال العدائية الأخيرة بين الهند وباكستان للجيش الصيني فرصة ثمينة لاختبار تقنياته العسكرية في مواجهة الأسلحة الغربية. ونظرًا لدور الصين النشط في دعم الحملة العسكرية الباكستانية ضد الهند، فإن عرضها للوساطة في الصراع كان ينبغي أن يُؤخذ بحذر، بحسب الصحيفة. وفي نهاية المطاف، تهدف علاقات الصين المتنامية مع باكستان إلى تعزيز موقفها في مواجهة تنافسها طويل الأمد مع الهند، وهو نزاع شهد اشتباكات حدودية بين البلدين في السنوات الأخيرة. ووفق «تلغراف» فإنه «نظرًا للسرعة التي سعت بها بكين إلى إرسال إمدادات عسكرية طارئة إلى باكستان، فمن مصلحتها القصوى استخدام باكستان كوكيل لتكثيف الضغط على الهند التي تتخذ خطوات لتحسين علاقاتها مع الغرب». وختمت الصحيفة بالقول، إن دوافع الصين لإطالة أمد هذا الصراع قدر الإمكان فشلت، محذرة من أنه «لا ينبغي التهاون؛ فالصين ستواصل رسم معالم اللعبة الكبرى بين الهند وباكستان، وعلى الغرب أن يُفشل هذا، وأن يدوم وقف إطلاق النار طويلًا، فاحتمال نشوب خلاف بين قوتين نوويتين عظميين أمرٌ مُخيف».