محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية
خلصت دراسة جديدة إلى أن مُحلّى الإريثريتول الشائع قد يضر بصحة الدماغ والأوعية الدموية من خلال رفع الإجهاد التأكسدي وتعطيل تدفق الدم، ما يزيد من خطر السكتات والتدهور المعرفي.
وجدت دراسة جديدة أن الإريثريتول، وهو محلي صناعي منخفض السعرات الحرارية يستخدم في المشروبات الخالية من السكر، وألواح البروتين، والوجبات الخفيفة، قد يسهم في زيادة خطر مشكلات صحية وعائية، بما في ذلك السكتة الدماغية.
ووجد باحثون في مختبر بيولوجيا الأوعية الدموية التكاملي بجامعة كولورادو بولدر أن تناول حصة واحدة من هذا المركب في مشروب واحد قد يكون ضاراً لصحة الدماغ والأوعية الدموية.
وقال أوبرن بيري مؤلف الدراسة الرئيس "على رغم أن الإريثريتول يستخدم على نطاق واسع في المنتجات الخالية من السكر التي تُسوق كبدائل صحية، فإن هناك حاجة لمزيد من البحث لفهم تأثيراته على الصحة الوعائية بصورة كاملة. وبصورة عامة، يجب أن يكون الناس على وعي بكمية الإريثريتول التي يتناولونها يومياً".
وعرض ملخص الدراسة ضمن فعاليات "قمة الفسيولوجيا الأميركية" التي أقيمت نهاية أبريل (نيسان) في مدينة بالتيمور، ومن المتوقع نشرها قريباً في "مجلة الفسيولوجيا التطبيقية".
وبالانتقال إلى تفاصيل التجارب، ركز الباحثون على دراسة تأثير الإريثريتول في جانبين محددين: مستوى الإجهاد التأكسدي، وهو اختلال في توازن الجزيئات الضارة التي قد تهاجم الخلايا، وإنتاج أكسيد النيتريك في خلايا الأوعية الدموية في الدماغ، وهو عنصر أساس في تنظيم تدفق الدم وتوسيع الأوعية.
ولتحديد هذه التأثيرات، تُعرِّضت خلايا بشرية لمحاليل تحوي تركيزاً من الإريثريتول يعادل ما يوجد في مشروب طاقة، وتمت ملاحظة الخلايا لمدة ثلاث ساعات. وأظهرت النتائج ارتفاعاً كبيراً في مستويات الإجهاد التأكسدي مقارنة بالخلايا غير المعالجة، مما يشير إلى تأثير سلبي مباشر للمُحلى على صحة الخلايا.
وفي تصريح لموقع "ميديكال نيوز توداي"، أشار بيري إلى أن الإريثريتول يعطل إنتاج أكسيد النيتريك، وهو ما قد يؤدي إلى خلل في قدرة الأوعية الدموية على التوسع، بالتالي التأثير سلباً على تدفق الدم داخل الجسم.
من جهة أخرى،
علق البروفيسور توماس م. هولاند من "معهد الصحة والشيخوخة في مركز جامعة راش الطبي" – على رغم عدم مشاركته في الدراسة – على هذه النتائج، محذراً من أن الإريثريتول قد يكون له دور في تسريع التدهور المعرفي لدى بعض.
وأوضح قائلاً "الإريثريتول يثير زيادة في الجزيئات الضارة المسماة أنواع الأوكسجين التفاعلية التي تسبب تلفاً خلوياً"، مضيفاً "ما يثير القلق خصوصاً هو عندما تتسبب هذه الأنواع التفاعلية من الأوكسجين في تلف الأنسجة العصبية، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة معدلات التدهور المعرفي".
وأشار إلى أن هذه الجذور الحرة يمكن أن تلحق أضراراً بأجهزة مختلفة في الجسم، مسببة اضطرابات صحية متعددة. وعلى رغم أن الجسم يحاول التصدي لهذا الإجهاد التأكسدي عبر رفع دفاعاته المضادة للأكسدة، فإن هذا التوتر يظل قائماً ولا يُحتوى بالكامل.
واختتم هولاند حديثه بالتأكيد أن "هذه النتائج تقوض الفكرة الرائجة بأن الإريثريتول بديل آمن للسكر، مشدداً على ضرورة الاعتدال في استهلاكه، وبخاصة لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية".