مستشار الأمن القومي يرحل.. ترامب يبحث عن صوت أكثر ولاءً

مستشار الأمن القومي يرحل.. ترامب يبحث عن صوت أكثر ولاءً


قدّم مستشار الأمن القومي مايك والتز ونائبه أليكس وونغ استقالتهما من منصبيهما، بعد مرور أكثر من مئة يوم على انطلاق الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
جاءت هذه الاستقالة في أعقاب ما عُرف بـ»فضيحة سيغنال» في مارس -آذار، التي تناولت مناقشات بشأن ضربات عسكرية محتملة قرب اليمن عبر تطبيق سيغنال للمراسلة.
وتعرّض والتز لانتقادات شديدة بسبب تأسيسه مجموعة سيغنال ودعوته، عن غير قصد، الصحافي جيفري غولدبرغ للانضمام إليها.
ووفقاً للكاتب توم روغان في موقع UnHerd، شاع في واشنطن بعد الحادثة شعور بضرورة تحمّل شخص ما المسؤولية.

فضحية وزير الدفاع
ويأمل أنصار وزير الدفاع بيت هيغسيث أن تُنهي استقالة والتز تداعيات القضية، لا سيما أن هيغسيث – وليس والتز – هو من أرسل معلومات سرية في دردشة سيغنال، وأنشأ لاحقاً مجموعة أخرى أدرج فيها معلومات سرية شاركها حتى مع زوجته.
وتشير تقارير إلى أن ترامب نفسه شعر بالإحباط من عجز هيغسيث عن مواجهة الضغوط الإعلامية المتزايدة، وعلى الرغم من استقالة والتز، من المتوقع أن يظل وضع وزير الدفاع حساساً في المستقبل المنظور، غير أن مغادرة والتز تحمل بُعداً أوسع يمتد إلى السياسة الخارجية.

اختلافات جوهرية
لم يكن والتز وترامب على وفاق أيديولوجي تام في مسائل الأمن القومي، فوالتز ينتمي إلى المدرسة الجمهورية التقليدية، التي تفضّل استخدام القوة العسكرية ضد خصوم الولايات المتحدة وترتاب من التسويات الدبلوماسية، ما جعله عرضة لانتقادات من شخصيات مقربة من ترامب مثل لورا لومر. في المقابل، يتعامل ترامب مع قضايا الأمن القومي بمنطق الصفقات والمكاسب اللحظية، ولا يتردد في تقديم تنازلات سياسية كبيرة مقابل إبرام اتفاقيات دبلوماسية مرغوبة.
وظهر هذا التباين بوضوح في ملف المفاوضات مع إيران بشأن اتفاق نووي جديد. فقد كان والتز معارضاً لهذه الجهود، مفضلاً تشديد العقوبات ودعم مطالب قصوى باستخدام التهديد العسكري. واستقالته توحي بأن ترامب سيواصل السعي لإبرام اتفاقات مع إيران، وكوريا الشمالية، وفي ملف الحرب في أوكرانيا.

المرشح الأول
في خطوة تعكس رغبة ترامب بتعيين مستشار أكثر انسجاماً معه أيديولوجياً، أفاد الصحفي مارك هالبرين بأن كبير المفاوضين الدبلوماسيين في الإدارة، ستيف ويتكوف، يُعد المرشح الأوفر حظاً لخلافة والتز، ورغم العلاقة الشخصية الوثيقة بين ترامب وويتكوف، إلا أن الأخير ليس خبيراً بارزاً في شؤون الأمن القومي، ما يعني أن تعيينه قد يؤدي إلى حوادث مُحرجة إضافية.

خيار آخر
برز أيضاً اسم إلبريدج كولبي، وكيل وزير الدفاع للشؤون السياسية، بوصفه مرشحاً محتملاً.
ويُنظر إلى كولبي على أنـــــــــه العقـــــــل المدبر وراء توجه إدارة ترامب نحــــــــو إعـــــــادة تركيــــز أولوياتهـــــــــا الاستراتيجية على الصين.
ويتفـــــــــق كولبي مع الرئيس في تجنّب الانخراط في صراعات مشتتة، كما يدفع الحلفاء لبذل جهود أكبر في الدفاع عن أنفسهم، ويعزز موقفه أن مجتمع الأمن القومي والكونغرس يعتبرانه شخصية كفؤة، إذ حصل على تأييد ثلاثة أعضاء ديمقراطيين خلال تثبيته في منصبه الحالي.
 وقد تكون لاستقالة والتز وتعيين خليفته آثار ملحوظة على مسار السياسة الأمنية الأمريكية.
واختتم الكاتب تحليله بالتأكيد على أن ترامب سارع إلى تذكير الجميع بأن إحراج الرئيس الأمريكي له عواقب وخيمة.