آراء الكتاب

آراء الكتاب

مساحة نستعرض فيها الأفكار والإبداع  بهدف إثراء الحياة الثقافية  يعبر القارىء فيها عن رأيه ولا يمثل وجهة نظر الصحيفة نتلقى مشاركتكم عبر الايميل 
abdalmaqsud@hotmail.com

صف واحد 
أخواني الأعزاء فى جميع دول مجلس التعاون الخليجي والعربي، يحاول الإعلام المستأجر والإعلام الفاشل، تصوير دول مجلس التعاون الخليجي والعربي كدول مملوءة بالتجاوزات، وتلفيق شتى الاتهامات لولاة أمرها وشعوبها، ومع ذلك لا يزال أبناء هذه الدول المحاربة لنا يفتخرون بملوكنا وسلاطيننا وقادتنا وشعوبنا. 
هل تعلمون لماذا؟ لأنهم عرفوا قدراتنا وتميزنا وعرفوا قدراتهم ومعاناتهم لفشلهم في توفير سبل الراحة والغذاء لهم، ولأن ما يرونه من تميز يغيظهم ويغيظ قادتهم، وعكس ما يسمعونه من مصادرهم المستأجرة، لأن قيادتنا توفر لشعبها حياة كريمة و كل شيء قبل أن يطلبوه ويكفينا فخراً أن دولنا تستقوي بأبنائها وأخوانها من الدول العربية الشقيقة، لذا فإننا شعوب تحظى باحترام العالم وحتى احترام شعوب الدول الحاقدة، ونبقى نحن وقيادتنا صفا واحداً لا يقدر على شقه أحد، فلا تستمعوا للحاقدين والفاسدين. 
سعيد الشحي : مؤسس قرية زايد التراثية 

المحنة والمنحة 
خيط رفيع يفصل بين المضادات، مثل الكرامة والغشم، الكرم والتبذير، الطيبة والعبط، الصدق والنفاق، والمنحة والمحنة، كل هذه الأشياء تستوجب التوقف والتأمل لتصل لحد التدبر، لكن تبقى فكرة المقارنة بين مصيبة تحدث لشخصين أحدهما تكون منحة والآخر محنة، فكيف نعرف أو كيف يفرق الشخص بينهما؟. 
إذا سأل صاحب المصيبة نفسه أي إثم اقترف، فلو كان قلبه معلقاً بالدنيا ويكسب ماله وعيشته من حرام، فهذا يدل على أن المصيبة التى حلت عليه مجرد عقاب ومحنة على ما يفعله من معاص، بالإضافة إلى اليأس والشكوى والضجر ومعاتبة الخالق على ما ألم به أو بأسرته من عقاب، وفي نفس الموقف ونفس القدر من المصيبة عندما تحل على شخص كمنحة، فيتقبلها بالصبر والحمد والشكر إيماناً بأن رب العالمين هو من يعطي ويأخذ هو من يمنع ويبسط، ففي هذه الحالة يدرك الشخص أن الله يعيده لطريقه، وينير له بصيرته ويجعله في معيته، فتصبح المحنة منحة لما فيها من عظة. 
ستظل قدرات البشر متوقفة عند حد العقل البسيط، عقل يوجه صاحبه إلى الفكر والتدبر أو اليأس والضجر، فالنشأة والتربية والوازع الديني هم القوة التي تدفع الشخص لمربع النجاة والفوز في الامتحان، ورقة وأدوار توزع وكل منا له دوره المنوط به والذي يؤديه، إما أن يجيد الأداء أو يخفق فيه، الأمر متروك للشخص واختياراته الفردية، فلا مساعد أو اتصال بصديق أو حذف إجابة، كله تحت المجهر ومدون في الصحيفة. 
الشيماء محمد : خبير صحافة وإعلام تربوي 

الصداقة المزيفة 
الصداقة تعد من أرقى العلاقات الاجتماعية التي لها مردود طيب ومثمر يدوم لسنوات طويلة ، وأعوام ممتدة ، وأيضاً من أهم سمات الترابط الاجتماعي الذي يعكس مدى التفاهم ، ويبرز عمق المحبة، كما أنها تعد بمثابة المرآة التى يرى الإنسان فيها نتائج علاقاته بمن حوله حيث أنها تظهر له مدى قيمة تعاملاته مع الآخرين ، ولاشك أنها أيضاً من أهم المعايير التي يقيس بها الإنسان مدى تأثيره الاجتماعي، وكذلك مدى تأثره بالمجتمع. 
ولكن الموضوع الذى أود أن أتطرق إليه هو أدنى درجات الصداقة ألا وهو "الصداقة المزيفة" ، والتي انتشرت بكثافة فى مجتمعنا فى الوقت الحاضر ، وذلك نظراً لكثرة الضغوط الحياتية ، والتى أدت بدورها إلى عدم بناء صداقات حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، فقد نجد شخصاً يصادق إنساناً من أجل مصلحة شخصية ، وأيضاً نجد شخصاً آخر يصادق إنساناً من أجل مكانة اجتماعية ، و قد نجد آخرين يصادقون إنساناً من أجل وضع وظيفي مرموق ، وفى الواقع أن كل هذه الصداقات عبارة عن صدقات هشة ، وليس لها ركائز قوية من المصداقية والشفافية ، ولذلك عند حلول أو موقف طارئ أو عاصفة اجتماعية سيظهر الوجه الحقيقي للصداقة ، وسينكشف القناع الذى يُخفى وراءه كمية غزيرة من الزيف ، والخداع الاجتماعي. 
كما أن غياب صفة الوفاء في المجتمع أدت إلى تفاقم الوضع حتى أصبحت ظاهرة اجتماعية ملموسة للقاصي والداني، وحريُّ بالذكر أن نشير إلى الصداقات الشبابية على مواقع التواصل الاجتماعي وداخل أروقة الحرم الجامعي ، والتي تكون معظمها ظاهرياً تحت مسمى الصداقة الدراسية ثم تتحول بعد ذلك إلى نكبات اجتماعية تؤرق المجتمع ، وتهدم أركانه. 
ولذلك يجب علينا أن نحث أبناءنا منذ الصغر على أهمية الصداقة التي تتماشى مع مبادئهم وأفكارهم الدينية والاجتماعية السلمية ، والتي بدورها ستؤدي إلى النجاح والتميز الدراسي والاجتماعي على حد سواء، كما يجب علينا أن نحثهم على كيفية اختيار الأصدقاء، وتحري الدقة فى سلوك أصدقائهم الذي ربما يكون له أثر بالغ وفعال فى سلوكهم ، مما قد يؤثر على تواصلهم من حولهم فى المجتمع. 
محمد شوقي 

ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال 
يصاب الأباء بالقلق غالبا من ارتفاع درجة الحرارة، إلا أن ارتفاع درجة الحرارة لا يشير بالضرورة إلى مدى خطورة السبب، حيث أن بعض الأمراض البسيطة تحدث ارتفاع كبير في درجة الحرارة، بينما لا تتسبَّب بعض الأمراض الخطيرة إلا في حدوث حمى خفيفة، بينما تشير أعراضٌ أخرى (مثل صعوبة التنفُّس والتخليط الذهني وعدم الشرب) إلى شدة المرض بشكل أفضل بكثير من درجة الحرارة، ولكن يمكن أن تكون درجة الحرارة الأعلى من 41° درجة مئوية خطيرة في حد ذاتها رغم أنها نادرة الحدوث. 
يمكن أن تكون الحمى مفيدة في مساعدة الجسم على مكافحة العدوى، ويعتقد بعض الأطباء أن خفض شدة الحمى يمكن أن يطيل أمد بعض الاضطرابات أو قد يؤثر في ردة فعل الجهاز المناعي للعدوى، وبالتالي أن الحمى مزعجة، إلا أنها لا تحتاج دائما إلى معالجة عند الأطفال الأصحاء، ولكن قد تتسبب الحمى عند الأطفال المصابين باضطراب في الرئة أو القلب أو الدماغ في حدوث مشاكل لأنها تزيد متطلبات الجسم (من خلال زيادة معدل ضربات القلب على سبيل المثال).لذلك فمن الضَّروري خفض درجة الحرارة عند أولئك الأطفال. 
يكون الرضع الذين يعانون من الحمى مُتهيجون عادة وقد لا ينامون أو يتناولون طعامهم بشكل جيد، يفقد الأطفال الأكبر سنا اهتمامهم باللعب، فكلما ارتفعت درجة الحرارة، أصبح الأطفال أكثر تهيجا وفتورا عادة، ولكن يمكن أحيانا أن يبدو الأطفال الذين يعانون من ارتفاع درجة الحرارة بصحة جيدة تماما، يمكن أن تحدث اختلاجات عند الأطفال عند ارتفاع حرارتهم أو يسقطون بسرعة (تسمى الحالة حالات نادرة، ترتفع درجة الحرارة بحيث يصبح الأطفال خاملين ويشعرون بالنعاس وغير مستجيبين. 
علاء رياض 


أصابه المس 
في أثناء صلاة الفجر تأخر الإمام فتقدم أحد المصلين لإقامة الصلاة، وعندما انتهى من رفع الإقامة حضر الإمام فتراجع الشخص إلا أن الإمام أشار إليه بأن يصلي، في الحقيقة إن صوته كان عذباً وقراءته متقنة، قرأ ما تيسر من سورة (الصافات) وعند الآيات التي تصف الشيطان وتتوعده، صاح أحد الشباب خلفي بصوت غير بشري رخيم، صوت أحدهم يعذب عذاباً شديداً، صوت كزئير الأسد يزداد كلما زاد الإمام في الآيات، وفجأة وقع على الأرض كأنه حيوان ضخم يذبح، يئن بصوت شبه منته، مجهد من أثر ضرب عنيف، ولما انتهينا من الصلاة كان يكمل الركعة التي فاتته في صراعه مع سماع الآية، لم التفت لآراه، واكتفيت بالدعاء له بالشفاء. 
قبل هذه الواقعة لم أقتنع باتخاذ الجن جسد الإنسان سكناً له، ونؤمن بوجودهم وأن هناك قريناً، وعشق أحدهم للبشر وملازمته، وتظهر هذه العلاقة والظاهرة على الشخص عند وجود مثل هذه الأحداث والمواقف، والأمر ليس مقتصراً على تلاوة القرآن، بل رأيت منذ سنوات رجلاً هرماً يجلس بشكل  طبيعي جداً يتحاور مع شاب بجواره في حفل غنائي به آلات نحاسية وطبلة كبيرة والفرقة ترقص على أنغام المزمار، وإذا بهذا الرجل يصيح ويقع الأرض ويتقلب كأنه طفل متمرد في حالة هياج لتحقيق طلبه، طالبت من الفرقة أن تكف عن الاستمرار إلا أن قائدهم رفض وفهمت أن الجن من الممكن أن يؤذيه إذا هم أنهوا الأغاني، وبالفعل عند التوقف كان قد بال على نفسه وهدأ، وقام ليمارس حياته بشكل طبيعي. 
هذه الظاهرة تحتاج لرأي علمي وشرعي، والسؤال هل هذا ما يسمى بالصرع الذي سألت أمرأة النبي أن يدعو لها بالشفاء منه فخيرها بين الصبر والجنة في وجود المرض، فاختارت الصرع وطلبت ألا تتكشف وأن يسترها الله أثناء غفلتها ووقوعها على الأرض، هذا يأخذنا إلى عدة تساؤلات منها، هل للجن سيطرة على الإنسان واتخاذ البدن مسكناً له؟ أم الأمر شئ عضوي وخلل في جهاز معين في المخ أو الأعصاب؟ كل هذه التساؤلات تحتاج إلى إجابة مقنعة، فالمس موجود لكن هل الشيطان يسكن في البدن أم هو أمر مستحيل، وهل الشيطان يجري في العروق مجازاً أم حقيقياً؟ 
إذا فتحنا هذا الباب سيدلو كل منا بدلوه فيه بدون علم، وسيقص الجميع قصصاً مماثلة لهذا الموقف المرعب، ويخرج علينا المستفيدون من الجهل ويرهبون الناس ويقنعونهم بأن لديهم القدرة على جبر الشيطان على الخروج من الجسد بالضرب والإهانة والحوار وأمره أن يخرج من أحد أصابع القدم حتى لا يخرج من العين فيصاب الشخص بالعمى، كل هذه القصص والأساطير تروى على مسامعنا طوال الوقت، والمشكلة أن الإجابة غير مقنعة وحجتها ضعيفة. 
حمادة الجنايني 

الجاهل... حين يكون الدمار رأيًا 
 ليس أخطر على الحياة من جاهل يظن نفسه عالِمًا ، ولا أشدّ على المجتمعات من رجلٍ يتكئ على ظنونه كأنها يقين، ويقذف بها في وجوه الناس كما تُقذف الحجارة في بحيرة راكدة ، فلا يعود الماء صافيًا، ولا تستقرّ الضفادع في سكونها. 
الجاهل لا يحمل سكينًا، لكنه يطعن، لا يشعل نارًا بيده ، لكنه يحرق، لا يملك جناحين، لكنه يُسقط الطائر من السماء، يُخرب البيوت بكلمة، ويهدم العلاقات بنصيحةٍ فاسدة، ويزرع الشكّ حيثما نبتت الثقة، حتى تُصبح الأرض كلها خرابًا من نطقه وحده. 
إنه لا يدرك حجم الخراب الذي يتسبب به ، لأن جهله لا يسمح له برؤية النتائج ، يغضب إن أُرشد ، ويثور إن عُلّم ، ويصمّ أذنيه حين تُفتح أمامه نوافذ الفهم ، كأنّه يخاف من ضوء الحقيقة أن يكشف قبح باطنه. 
وحين تُسلّم له المناصب، أو تُرفع له المنابر ، يتحول الجهل إلى طاعون ، يصيب الفكرة والكلمة والقرار، فيصبح كل تقدّم بدعة ، وكل اختلاف فتنة ، وكل عقلٍ عدوًا يجب نفيه، في المجتمعات التي تسكت عن الجهل، لا ينمو سوى الخراب، وتتحوّل الأيام إلى أقداحٍ مُرّة تُشرب على مائدة الندم، لا يُخيف العالِم صوت الجاهل، بقدر ما يُخيفه صمت الحكماء عنه ، فلو وُضع الجهل في قفص الفهم ، لما استطاع أن يتكاثر، لذا ، فإنّ مقاومة الجاهل لا تكون بالشتائم ، بل بالعلم ، لا بالمعارك ، بل بالمعرفة ، فالجهلُ عدوٌ لا يُقتل بسيف ، بل بكلمةٍ تُضيء ، وبصبرٍ لا ينهزم. 
حيدر فليح الشمري: كاتب صحفي 

يَا علم 
رفْرف يَا علم على أَرضِها وغنيٌّ 
دي الإمارات حَتَّة مِنْك وَحتَة مُني 
مِن زَايِد لِراشد لِمحمَّد وَخالِد كَمَان 
 أَصالَة وَطِيبَة وأمْن وأمان 
رفْرف يَا علم جِيل بَعْد جِيل 
أحْكي حِكاية شَعْب أصيل 
دي الإماراتيِّ مفيش زِيُّه مثيل 
رفْرف يَا علم على أَرضِها وغنيٌّ 
بلسان مِصْرِي وَعرَبِي 
 نَكتُب الإمارات ونغْني 
دي الإمارات يَا علم 
 وَطنُك وَوطنِي 
سماح سليم : شاعرة 


زمن الأخلاق 
اختلطت مفاهيم الاحترام وامتزجت مع عدم التقدير وحفظ الجميل وذكر المعروف، بفضل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي هي في الأصل تقطيع ما أمرنا بوصله، ومن يحافظ على الاحترام والتبجيل صار شخصاً غريب الأطوار وشاذاً، ما يذكرنا بأن هذه الحالة وردت في أقوام سبقونا بسنوات طويلة، عندما أخرجوا من القرية كل من كان يتطهر ويرفع راية الأخلاق والاحترام، لأن هذه السلعة لا تجد رواجاً في مجتمعات تشبعت وألفت المناظر الرديئة، بل زاد الأمر سوءاً عند رفع التوافه إلى منازل مرموقة، وتسفيه العلماء والمعلم وأصحاب الفكر، وهذا تحول رهيب في البناء الإنساني حالياً، ما دفع السواد الأعظم للبحث عن الثراء الفاحش بسرعة من خلال التنازل عن الاحترام والتقدير، إيماناً بأن هذه السلع تتوافر عند ملامسة النجوم والشهرة والثراء. 
غفل هؤلاء أن الاحترام لا يتجزأ ولم تصنعه الأموال، قد يلتفت المنافقون حول السفيه لماله لكن تظل أراءهم في صف الاحترام الحقيقي، فمهما تغيرت الأحوال وذهبت الأفكار إلى الابتذال يظل حسن الخلق نبراساً يضيء شوارع السلوك الحميد، فلا يصح أن يعلو صوت الأبناء على صوت الأباء ورد قراراتهم على الملأ حتى ولو منافياً لآمالهم وطموحاتهم، فاحترام الأبوين وتقديرهما شرط من شروط الإيمان، ومن يدعي غير ذلك فهو واهم أو على الأقل لم يترب وفقاً للسلوك السوي، واكتفى بمشاهدة التقليل من شأن الأب في البيت وتطاول جميع أفراد الأسرة عليه ما جعل الأبناء يألفون هذه المشاهد السيئة ويمارسوها على أنها الواقع، وما هي بواقع حقيقي ولكنه عالم افتراضي لا يعيشه إلا كل من لديه خلل في التربية والنشأة. 
الاحترام جانب من الشخصية السوية، لا يظهر إلا في المواقف الصعبة التي يمر بها على مدار حياته، فمثلاً لا تجد من يحرص على ممارسة الاحترام أن يفجر عند الخصومة، بل تجده ينسحب بأدب بدون تجريح أو تطاول لا يليق بشخص يحترم نفسه والآخرين، لأن السلوك الطبيعي هو إعلاء كلمة التقدير وعدم التقليل والتنمر على الآخرين، وللأسف أن وسائل التواصل الاجتماعي ملعب ومرتع لكل من هب ودب أن يعبر عن الصح أو الخطأ، والغريب المحزن أن تصدر هذه التطبيقات يقلل من جودة العارض خاصة وأن المحتوى لا يرتقي بالأدب والاحترام المطلوبين في سياق التربية السليمة والتعبير عن النفس والذات. 
مهما حاول الدخلاء سحب أصحاب الأخلاق والأدب إلى ساحة المعركة، لن ولم يفلحوا لأن التأسيس الناجم عن التدريب وممارسة الاحترام تجبرهم على التعامل الراقي والانسحاب من ميدان لا يليق بهم، لأن الحب والإيمان والإخلاص دروع هؤلاء الذين يحملون راية النصر للأخلاق، وتجدهم يتركون لمن اشتروا الضلالة بالهدى الساحة التي تليق بهم. 
محمد أسامة : كاتب 

أصول النقد
لما كان الممثل العالمي عمر الشريف في لقاء تليفزيوني وقال: (إن إسماعيل يس لا يجيد فن التمثيل)، استوقفتني هذه المقولة لدقائق، كيف لفنان كبير يحكم على فنان آخر كتبت أسماء أفلامه باسمه ولم تحدث في السينما لأي ممثل غيره باستثناء ليلي مراد التي كتبت بعض أفلامها باسمها، والجميع استمتع بأفلام ياسين وضحكنا عليها ومازلنا، ومع أنها أفلام بسيطة إلا أن محتواها له مغزى، وكان لها رسالة خاصة سلسلة أفلام إسماعيل يس في الجيش والبوليس السري ، والطيران والأسطول ومستشفى المجانين والعتبة الخضراء وغيرها من الأفلام التي أضحكت أجيالاً. 
وله فيلم في تصوري أنه يكفي لمسيرته، بعنوان "الأنسة حنفي" من تأليف وإنتاج الكاتب الصحفي الكبير جليل البنداري، الذي عرض فيه مشكلة اجتماعية خطيرة من خلال سطوة الرجال على حرية النساء ومنعهن من الخروج والسيطرة عليهن بحجة أنهن فتيات أو نساء ممنوعين من الحب واختيار شريك حياتهن، وفي حالة من الفنتازيا يتحول الذكر المسيطر بفكره في النساء إلى آنسة ليرى التحكم فيه من وجهة النظر والإحساس الذي لم يشعر بهما أثناء السيطرة والتحكم، ليختلف فكره تماما ويتحول لمطالب للحرية ومشروعية اختيار شريك الحياة، كانت فكرة مبتكرة من كاتب صاحب رؤية ساخرة جداً، وبالنسبة لأداء (يس) للدور فنال استحسان الجمهور ووصل رسالته للمجتمع 
من الصعب الحكم على أداء شخص له حضور وجمهور عريض، حتى لو كان إسماعيل يس غير مؤهل ليكون عالمياً إلا أنه أسعد الجماهير في وقت كان المجتمع في حاجة للبسمة والضحك والخروج على المألوف للتغلب على ما كانت تعانيه الشعوب من توتر سياسي وتقلب الاقتصاد، فالمهرج في السرك له دور وهدف مع أن عمله قد يكون هزلياً وعشوائياً لكنه مهم بالنسبة للأطفال والكبار وفقرة ضمن فقرات كثيرة تمتع الجمهور. 
لا ينبغي أن يكون النقد سلبياً والتقييم في غير موضعه، لأن التقليل من إسماعيل يس هو اتهام عباقرة السينما والمسرح في وقته بعدم الفهم والإدراك، لأن أبو السعود الأبياري وفطين عبد الوهاب وبهجت قمر وجليل البنداري ممن انتجوا وكتبوا وأخرجوا أفلاماً له، بالإضافة لعدد كبير من الأبطال عمل معهم دوراً ثانياً وكان بطلاً، عمل مع فريد الأطرش وكمال الشناوي وشكري سرحان وكل هؤلاء نجوم شباك ولو كان أقل في الأداء ما تم ضمه للعمل الفني، بالعكس كان فاكهة الفيلم ولم يشعر الجمهور بأنه سنيد أو دور ثان.
 الحكم أحيانا يظلم المحكوم عليه لأن معايير الجمهور تختلف عن معايير الأكاديميين، فرفقاً بأصحاب الأعمال في كل المجالات، لأن الكلمة الطيبة صدقة والنقد ليس للتجريح وإنما لإظهار محاسن الأداء. 
خالد سالم